بطنا وظهرا وللظهر ظهرا (١).
وحيث كان الاستعمال في أكثر من معنى ممتنعا عقلا عند غير واحد فقد حاولوا توجيه النصوص المذكورة ونحوها بحملها ..
تارة : على ما يعم لوازم المعنى مما أريد بيانه تبعا لبيان الملزوم وإن لم يكن اللفظ مستعملا فيه ، نظير الكنايات التي تقدمت الإشارة إليها.
وأخرى : بما يراد من اللفظ بمحض العلامية التي تقدمت الإشارة إليها أيضا.
وقد يناسب الأول مرسلة العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «ظهر القرآن الذي نزل فيهم ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم» (٢) ، وما في مرسلته الأخرى عن الفضيل عنه عليهالسلام : «قال : ظهره وبطنه تأويله منه ما مضى ، ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع» (٣).
كما قد يناسب الثاني بعض التفاسير الغريبة الواردة عنهم عليهمالسلام.
هذا ، وحيث سبق أن وجه امتناع الاستعمال في أكثر من معنى خروجه عن الطريقة العرفية ، فلا مانع من البناء عليه في القرآن المجيد ، لإمكان خصوصيته في المخاطب به والمخاطب ـ وهم أهل البيت عليهمالسلام ـ وعهد بينه وبينهم خارج عن مقتضى طريقة أهل اللسان. بل قد يفهمه بعض الخواص ، على ما تشهد به بعض الوقائع المنقولة.
__________________
(١) الوسائل ج ١٨ باب : ١٣ من أبواب صفات القاضي حديث : ٤١. ١
(٢) تفسير العياشي ج : ١ ص : ١١. ١
(٣) تفسير العياشي ج : ١ ص : ١١. ١