الحوار الطبي مهندس ميكانيكي ، وينصب هذا المهندس الميكانيكي نفسه حكماً على ذلك الحوار الطبي ، وهو لا يعرف من الطب حتّى أبجديّاته.
صحيح أنّه من المهم أن لا يستبدّ الإنسان برأيه ، وأنّ من استبدّ برأيه هلك (١) ، وهذه هي ثقافة الإسلام التي سبق بها التعددية « البلوري ألسم » وإن كانت هذه الثقافة قد شوّهتها وجود الحكومات الظالمة المستبدّة التي كانت تحكم باسم الإسلام من حيث المظهر والشكل.
والسعي للحصول على تمام الحقيقة يدعونا إلى الانفتاح على الآخرين ، وأنّ البحث عن الحقيقة يحتاج إلى سلسلة من تجارب البشر حتّى يصلون إلى الحقيقة ، ونحن نعتقد أنّ الله قد بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله قبل أربعة عشر قرناً ، وقد جعله سيّد البشرية من حيث الروح والأخلاق والعقل ، وقد أعطاه الله مالم يعط غيره ، فقال تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم ) (٢) ، ويتجلّى لطف اللّه بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في سورة الشرح والضحى وغيرهما.
والله قد أعطى محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم قواعد العلوم ، وقد زقّة العلم زقّاً ، والله تعالى يحيط بالحقيقة بصورة غير قابلة للخطأ إطلاقاً ، وبكم وكيف لا يصل إليه البشر في سيرهم العلمي القائم على التجربة في العلوم السياسية والإنسانية والحقوقية وغيرها.
قال تعالى ( أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (٣) ، الله يعلم ما خلق من الذرّة إلى المجرّة ، وهو اللطيف الخبير الذي لا يخفى عليه شيء ، وهذا ليس ادّعاءً منّا لكي نرفع من شأن محمّد صلىاللهعليهوآله ، بل هذا هو ما أخبر به الله تعالى حيث قال تعالى
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٨ : ٣٤٦٤ ، الحديث ٢١٢٧٢.
٢ ـ القلم (٦٨) : ٤.
٣ ـ الملك (٦٧) : ١٤.