( وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين ) (١) ، وفي هذه الآية لا يقتصر الأمر على التشريع في الكرة الأرضية ، بل يتجاوز إلى الغائبة في السماء والأرض ، حيث توجد في الكتاب المبين وهو القرآن ولكن ليس القرآن النازل ، بل هو القرآن في اللوح المحفوظ.
وقال تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّة فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْضِ وَلاَ رَطْب وَلاَ يَابِس إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين ) (٢).
( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين ) (٣).
( وَكُلَّ شَيْء أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين ) (٤).
( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) (٥).
وسنورد معنى الكتاب المبين بصورة مقتضبة ، حيث يقول تعالى ( إنّا أنزلناه ) والتنزيل تخفيف ، كما لو قلنا سننزّل هذا المطلب ، أي : سنخفّفه ، لأنّ حقيقة الكتاب المبين لا تستوعبه الدنيا ، أُصول المطالب الموجودة في الكتاب المبين موجودة في القرآن الكريم المقدّس العظيم ، والكتاب المبين هو حقيقة القرآن وعلومه الغيبية بنص سورة الدخان ، ونستدل بها وليس بالرويات ; لكي لا تبقى حجّة لمن يتّهمنا بالباطنية.
__________________
١ ـ النمل (٢٧) : ٧٥.
٢ ـ الانعام (٦) : ٥٩.
٣ ـ يونس (١٠) : ٦١.
٤ ـ يس (٣٦) : ١٢.
٥ ـ الدخان (٤٤) : ١ ـ ٣.