( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (١) ، أي : جَعْلا مُخَفّفاً يتحمّله الوجود الأرضي ، وإلاّ فإنّه في حقيقته ليس عربياً ولا فارسياً ولا إنجليزياً ، وهذا ما نستفيده من كلمة « جعلناه » الواردة في الآية ، وإنّما هو وجود تكويني وحقيقة من الحقائق ، وأمّا ما هي هذه الحقيقة فهذه بحث آخر لسنا في صدد الخوض فيه.
وقال تعالى ( فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْنُون * لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ) (٢).
القرآن يقول هل أنتم مرتابون بهذه الحقيقة ولا تصدّقونها.
وهذا القرآن الذي هو تنزيل ونزول ، والنزول هو مقابل الصعود كما هو معروف في اللغة.
والقرآن الكريم ينبئنا أنّ كثيراً من المغيّبات والحقائق موجودة في الكتاب المبين ، يقول تعالى ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (٣).
إنّ هذا ادّعاءٌ كبير ، ومن يستطع في هذا العصر أن يثبت هذا الادّعاء أنّ القرآن فيه كلّ شيء؟
بالله عليكم لولم يكن للقرآن قريناً آخر وهم أهل البيت عليهمالسلام ، كيف يمكننا أن نثبت هذه الحقيقة أمام الأُمم الأخرى؟
وقد حاول بنو أمية وبنو العباس أن يُحرجوا أهل البيت عليهمالسلام ، كيف يمكننا أن
__________________
١ ـ الزخرف (٤٣) : ١ ـ ٣.
٢ ـ الواقعة (٥٦) : ٧٥ ـ ٨١.
٣ ـ النحل (١٦) : ٨٩.