ومنها : أنّه إذا سلّم عليه شخص فلم يعلم أنّه مقصود أو غيره (١) ، بنى على العدم. ولو سلّم على جماعة وهو فيهم ، بنى على الدخول ، ما لم يعلم خلافه.
ومنها : أنه إذا علم السلام ، وشكّ في صحّته ، بنى على الصحّة.
ومنها : أنّه إذا اقتصر على المبتدأ والخبر ، استحبّ للمُجيب أن يزيد ، وإذا أزاد «ورحمة الله» فله أن يزيد عليه «وبركاته» ، فإذا أضاف إليها «وبركاته» انقطعت الزيادة ، فله الاقتصار على الجملة الأُولى.
ومنها : أنّه يجب عليهما الجواب وإن تخالفا مع الترتيب.
ومنها : أنّ ابتداء السلام مُستحبّ عينيّ لا كفائي على الأقوى ، بخلاف الردّ (ووردت رخصة في الكفائية) (٢).
ومنها : أن الجواب على الفور كما مرّ ، ولا يجب قضاؤه (مع العصيان بالتأخير) (٣).
ثمّ ينبغي البدأة بالسلام من الصغير على الكبير ، ومن القليل على الكثير ، ومن القائم على القاعد ، ومن الراكب على الماشي ، ومن الراكب على الخيل على راكب البغل ، ومن راكب البغل على راكب الحمار ، وكل صاحب مرتبة على ما بعدها من المراتب اللاحقة.
والظاهر أنّ كلّ من كان على حالة أعظم من حالة الأخر ابتدأه بالسلام ، كراكب السرج على راكب الرحل ، ثمّ راكب الرحل على راكب العريان ، (وصاحب المحلّ ومطلق الزينة على غيره ، وصاحب النجيب على غيره ، والعظيم على الحقير ، والغني على الفقير ، وصاحب المحلّ على غيره ، والحاضر على المسافر ، وإلى غير ذلك ، والسرّ واضح) (٤).
والظاهر أنّ الشرف الحقيقي دون الصوري الدنيوي باعث على ابتداء غير
__________________
(١) بدل كملة غيره في «م» ، «س» : لا.
(٢) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٣) ما بين القوسين زيادة في «ح».
(٤) ما بين القوسين زيادة في «ح».