أدعى للإجابة (وجعلت الحمدلة للمأمومين ؛ امتثالاً لأمرهم بالحمد لله المفهوم من السمعلة) (١).
رابعها : قراءة الفاتحة
والسرّ فيها : بعد كونها من أفضل الأعمال والسور إثبات ما ادّعى من العقائد سابقاً ، لإعجازها ، وأنّها من أكبر المعاجز ، وقد لوحظ فيها من الأسرار ما تقصر عنه دقائق الأفكار.
منها : البدأة باسم الله ؛ لبيان أنّه المبدأ الفيّاض ، ولأنّ ذكره أفضل الذكر ، واسمه مبدأ الأسماء ، ولدفع تسلّط الشيطان بإيقاع الرياء والعُجب ونحوهما. وهو سرّ استحباب الاستعاذة من الشيطان. وربط الاستعاذة بذات الله ، والاستعانة باسمه سرّه واضح) (٢).
ومنها : إظهار العجز عن الأقوال ولو قلّت ، فضلاً عن الأفعال ، إلا بمعونة الله تعالى. وجعل الاستعانة بالاسم ؛ لأنّه أنسب بالأدب وإن أُريد منه المسمّى ، أو لأنّ نفس الاسم فيه تلك الخاصيّة (على نحو ما يصنعه العبد الحقير من التملّق قبل سؤال الحاجة من مولاه.
ولأنّه رأى الحمد واجباً على توفيقه لعبادته ، ورضاه بخدمته ، وللدلالة على صفة الاختيار ، وليترتّب عليه ما يتعلّق بالمدح والشكر.
واختصّ صفتي الرحمة من بين الصفات في البسملة ؛ لأنّ الإعانة لا تكون إلا من المتّصف بها.
وخصّ الحمد بالله ؛ لقضاء الحقيقة ، أو الاستغراق به ؛ لقضاء صفة تربية العالمين ، فكلّ صفة مُستندة إليه ، ولأنّ ما تقدّم من الأكبريّة ، وتخصيص الإلهيّة ، لجعل من عداه في حكم المعدوم.
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٢) ما بين القوسين زيادة من «ح».