قال الطّيّب بامخرمة : (بروم بلدة بين الشّحر وميفع على ساحل البحر. كانت بلدة قديمة من أعمال فوّه ، يجلب إليها الصّبر الصّقطريّ (١) ، وكان بها قلعة تسمّى : «عرفة» ـ بضمّ العين المهملة وسكون الرّاء ـ وهي رديئة الماء ، وأكثر أهلها المتقدّمين صيّادون) اه (٢)
وفيه شاهد لأنّ المكلّا لم تكن إذ ذاك شيئا مذكورا ، وإلّا .. لأشار إليها.
وإلى بروم ينسب السّيّد حسن بن محمّد بن علويّ بن عبد الله بن عليّ بن عبد الله باعلويّ (٣).
وقد ترجم في «المشرع» [٢ / ٥٤] لابنه أحمد بن حسن (٤) ، وذكر أنّه هو الّذي عمّر مسجد آل جديد (٥) بتريم ، وأنشأ له بركة في سنة (٩١٩ ه) فنسب إليه ، فهو اليوم يعرف بمسجد بروم.
__________________
(١) الصّبر : هو المادّة المعروفة. الصّقطري : منسوب إلى سقطرى ، وهي جزيرة معروفة ، تابعة ل (اليمن) في بحر العرب.
(٢) نسبة البلدان (ق ٣٨).
(٣) توفي السّيّد حسن بروم هذا بتريم سنة (٩٢٧ ه). «الفرائد الجوهرية» (٢٠٩) ـ بالهامش.
فائدة هامّة : قال في «المعجم اللّطيف» (ص ٥٨ ـ ٥٩) : ولقّب حسن المشار إليه ببروم لسكناه في قرية بروم بساحل حضرموت ، وتبعد عن المكلّا عاصمة السّلطنة القعيطيّة سابقا بنحو (٢٠ كم).
وهم يختصرون ويحذفون المضاف ، فلا يقولون ساكن بروم ، ولا صاحب بروم ، ولا مولى بروم ، ويكتفون بالمضاف إليه الدّالّ على المضاف ، فيقولون لكلّ فرد من سلالته : بروم ، كما يدعونه هو نفسه. فكأنّه تجسّد في كلّ منهم كما ذكرنا عن كثير من أمثاله. وربّما قالوا في هذا العصر ـ وفي المملكة العربيّة السعوديّة ـ : باروم ، وخرجوا عن اللّقب القديم إلى الكنية جريا على الغالب من استعمال الحضرميّين ـ وبالأخص الدّوعنيّين ـ الكنية أكثر ، وما بينها هنا وبين اللقب إلّا زيادة الألف فقط ، ولكن المعنى يتغيّر هنا كما لا يخفى. اه
(٤) توفّي السّيّد أحمد بن حسن بروم في جمادى الأولى (٩٥٧ ه) ، ومن مصنّفاته : «جوهرة الجواهر» في مناقب الشّيخ عبد الله العيدروس ، كان مولده بتريم.
(٥) المنسوب للسّادة بني جديد بن عبيد الله بن أحمد المهاجر ، وقد انقرضوا على رأس القرن السّادس الهجري. «المعجم اللّطيف» (ص ٨٥).