فسافر صلاح وأخوه مطلق وعمّهم عبد النّبيّ إلى السّواحل الإفريقيّة ، وبقي محمّد عبد الحبيب يحكم المكلّا.
وفي أيّامه بنيت حافة العبيد ، وسمّيت بذلك ؛ لأنّ أوّل ما بني بها بيت لعبيد آل كساد.
ولمّا مات محمّد عبد الحبيب في سنة (١٢٠٧ ه) .. قام من بعده ولده صلاح بن محمّد بن عبد الحبيب ، وكان عمّه عبد الله بن عبد الحبيب ينازعه الإمارة ، ولكنّه تغلّب عليه بمساعدة عمّه عليّ بن عبد الحبيب ، وبقي على حكم المكلّا إلى أن مات في سنة (١٢٩٠ ه).
وقام بعده ولده عمر بن صلاح ، وكان صلاح في أيّامه استدان مئة ألف ريال من عوض بن عمر القعيطيّ في سنة (١٢٨٥ ه) ـ وهي حصّته في نفقة غزوة المحائل عامئذ (١) ـ وبإثر موته .. وصل عوض من الهند إلى الشّحر ، وأقام بها أشهرا ، ثمّ سار إلى المكلّا بهيئة التّعزية ، وبعد أن اجتمع له بها من عسكره نحو ثلاث مئة دخلوا أرسالا .. طالب بذلك الدّين ، فسفر النّاس (٢) بين عمر بن صلاح والقعيطيّ على أن يحتلّ القعيطيّ ناصفة المكلّا إلى أن يستوفي ماله من الدّين ، ولكنّ عمر صلاح استدعى عسكره من كلّ ناحية ، وأذكى نار الحرب ، وعندما أحسّ القعيطيّ بالهزيمة .. استوقف الحرب ، ونجا بنفسه.
هذه إحدى الرّوايات في إمارة آل كساد على المكلّا.
والأخرى (٣) : (أنّ في أواخر القرن الحادي عشر ـ أو أوائل الثّاني عشر ـ ورد المكلّا أحد آل ذي ناخب (٤) وهو جدّ آل كساد ، وبمجرّد ما استقرّت قدمه
__________________
(١) تفاصيل هذه الغزوة أو الوقعة في «بضائع التّابوت» (٢ / ٢١٥ ـ ٢٢٢) والمحايل : حسبما ورد في «العدّة المفيدة» (٢ / ٢٨٢) : أنّها حصون أو بيوت صغيرة بناها العساكر اليافعيّون لضرب بعض مناوئيهم.
(٢) سفر الناس : توسطوا بينهم للصلح.
(٣) أسندها في «بضائع التّابوت» (٢ / ١٠٨) ، عن بعض المعمّرين.
(٤) ذو ناخب : واد كبير معروف في مرتفعات بلاد يافع السّفلى ، وهو الوادي الرّئيس الّذي يمتد من