وكان لآل باوزير منصب عظيم ، وجاه واسع ، حتّى لقد كانت لهم دولة بأنقزيجة وهي من جزائر القمر ، وآخر سلاطينهم بها يقال له : (مرسى فوم) ، ولكنّ السّيّد عليّ بن عمر المسيليّ طلب منه أن يولّيه على بعض البلاد .. فلم يرض ، فخرج عن طاعته ، واستعان بفرنسا .. فساعدته بالأموال والعتاد ، وبباخرة حربيّة حاصر بها مرسى فوم ، ولمّا رغب في الصّلح .. اتّعد هو وإيّاه إلى مكان أعدّ فيه الرّجال ، وبمجرّد ما وصل .. غدر به وقتله خنقا ، واستولى على ملكه ، وكان جبّارا ظالما ، معاصرا لسيّدي أحمد بن أبي بكر بن سميط ، ولا تزال لأولاده سلطنة اسميّة إلى اليوم ، وأمّه من ذرّيّة السّيّد أحمد بن عليّ ، أحد آل الشّيخ أبي بكر بن سالم ، وكان له
__________________
ويقال : إنّه ليس من أهل البلد ولكنه غريب جاء إليها فمات ودفن هناك ، وإنّه قديم العهد ، وهذا شيء يتناقله النّاس شفاها ، وقد دوّنه بعضهم فيما بعد.
وقيل فيه : إنّ اسمه يعقوب بن يوسف ، وإنّه شريف حسنيّ النّسب ، ونقل في الجزء الثّاني من «نشر النّفحات المسكيّة» : أنّ للعلّامة السّيّد الشّريف عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن العيدروس العلويّ الحسينيّ المعروف ب (صاحب الدشتة) قصيدة مدحه فيها ونسبه إلى الشّيخ عبد القادر الجيلاني.
وقال بعض المتأخّرين من المشايخ آل باوزير : إنّه جدّهم ، وإنّه عبّاسيّ النّسب. كلّ هذا قيل ، ولكن لم نر لشيء من ذلك مستندا في كتاب قديم يمكن أن يوثق به ، والتّاريخ نقل ورواية) اه كلامه.
أقول : والّذي عليه بعض مؤرّخي آل باوزير إثبات أنّهم عبّاسيّون ؛ فقد صنّف الشّيخ مزاحم بن سالم بن مزاحم باوزير كتابا سمّاه : «البدر المنير في رفع الحجاب عن نسب آل أبي وزير» أو «دفع الالتباس عمّن لا يعلم أنّ آل أبي وزير من بني العبّاس» .. طبع بمصر بمطبعة التّقدّم العلميّة سنة (١٣٢٩ ه) ملحقا به كتابان لبعض آل باوزير في التّصوّف.
وكتب المؤرّخ سعيد عوض باوزير في «صفحات من التّاريخ الحضرميّ» قصّة نزوح جدّهم الشّيخ يعقوب من العراق (ص ٩٧ ـ ١١٢).
وأبيات السّيّد العيدروس الّتي ذكرها صاحب «الشامل» تشير إلى أنّ الشّيخ يعقوب هو سبط الشّيخ عبد القادر الجيلانيّ ، وهي قوله من الخفيف :
لا يقاس علاؤه بعلاء |
|
وهو نسل الرسول ذاك الحبيب |
سبط شيخ الشيوخ قطب المعالي |
|
الشريف الجيلاني المرغوب |
العفيف المنيف حقا وصدقا |
|
ناده باسمه العلم (يعقوب) |
إلخ ، وإنّما أوردتها لتكون شاهدا على قول المصنّف. والله أعلم.