الّذي اشتراه أيضا ، ووقف جميع ذلك على البطن الأعلى ثمّ الأعلى من ذريّته.
ولمّا استولى القعيطيّ على أموال آل عمر باعمر .. كان معيان الحرث في جملة ما أخذ فيها ، وبانقطاع الماء أو قلّته عن أوقاف الشّيخ عبد الرّحمن بامطرف .. كادت تتلاشى غلاله.
وفي سنة (١٠٧١ ه) : كان القاضي بالغيل أحد ذرّيّة الشّيخ عبد الرّحمن بامطرف ، وكان العلّامة أحمد بن محمّد مؤذّن باجمّال يصفه بالتّهوّر في قبول الأهلّة ، وهو أوّل من تولّى القضاء منهم ، ثمّ تولّاه الفقيه محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بامطرف ، وكانت ولايته سنة (١١٠٠ ه).
وممّن تولّاه منهم : الشّيخ بو بكر بن محمّد بامطرف ، وكانت ولايته بالمكلّا سنة (١٢٦١ ه) ، أيّام النّقيب صلاح بن محمّد الكساديّ ، وله : «فتاوى» موجودة لدى الشّيخ عبد القادر بامطرف الموجود بالمكلّا الآن ، وهو والد الشّيخ محمّد عبد القادر بامطرف (١) ، الكاتب الأوّل بإدارة المستشار بسيئون ، وهو ولد نبيه ، سهل الخلق ، بعيد الغور (٢) ، يحبّ المطالعة والبحث.
ويعجبني منه أنّه لم يقلّد الأجانب في شيء من أزيائهم وعاداتهم ، مع انقطاعه إليهم وشدّة اختلاطه بهم ، وكان بمعيّة النّاسك العلّامة سيف الإسلام : الحسين ابن الإمام ، يترجم له في وفادته إلى الجزائر البريطانيّة ، وكان يحدّثنا عنه بما يشنّف
__________________
(١) محمّد بن عبد القادر بامطرف ، المؤرّخ الأديب ، مولده بالشّحر في (١٢) شعبان (١٣٢٣ ه) ، تلقّى دراسته الأوليّة بمدرسة مكارم الأخلاق بالشّحر ، والقانونية بعدن ، وواصل دراساته العليا بجامعة كامبردج بلندن ، والخرطوم بالسّودان. تدرّج في وظائف متعدّدة ؛ منها : مترجم ، ومستشار ، وسكرتير للدّولة القعيطيّة ، فالكثيريّة. له عدّة مصنّفات أدبيّة وتاريخيّة ، طبع منها (١٤) كتابا ، وله دواوين شعر لم تطبع ، ومسرحيّات أدبيّة.
منح وسام المؤرّخ العربيّ من اتّحاد المؤرّخين العرب ، كما نال وسام الآداب والفنون عام (١٩٧٧ م). توفّي رحمه الله بالمكلّا في (١٧) ذو القعدة (١٤٠٨ ه). «مدرسة مكارم الأخلاق ، ثمانون عاما من الجهد والعطاء» (ص ٤٥).
(٢) الغور : قعر كلّ شيء ، وبعيد الغور : دقيق الاستنباط.