الأسماع ، ولكنّه متى وقف به الحال بين نصرة مظلوم ورضا وزير الدّولة المحليّة .. آثر الثّاني تمكينا لمركزه بسيئون.
وقد رأى عين الذّئب (١) في المكرّمين : عمر محيرز ، ومصطفى رفعت (٢). وهو يكره الرّجوع إلى المكلّا ؛ إذ كان وزيرها اتّهمه بتهمة برّأه الله منها ، وظهر له تحاملهم عليه ، فحقدها عليهم ، ولم يبرح يكيد لدولة القعيطيّ بكلّ ما في وسعه. وكثير من أهل المكلّا يجعلون الفشل القعيطيّ في مسألة الحدود راجعا إلى تلقينه الكثيريّ الحجّة.
توفّي الشّيخ بو بكر بن محمّد بامطرف بالغيل سنة (١٢٨٤ ه).
وممّن تولّى القضاء منهم : الشّيخ عوض بن سعيد بامطرف ، تولّاه بالشّحر في عهد آل بريك ، وتوفّي سنة (١٢٨٧ ه).
والقاضي الابتدائيّ في المكلّا لهذا العهد هو عبد الله بن عوض بامطرف.
ومن أواخر علماء الغيل : الشّيخ محمّد بن عمر بن بكران بن سلم (٣) ، كان ركنا
__________________
(١) يقال : فلان رأى عين الذئب ، كناية عامية بمعنى : رأى ما يعتبر به من النكال فتجنبه تهيبا.
(٢) عمر محيرز من أهالي المكلا ، ومصطفى رفعت من عدن ، وكلاهما كانا كاتبين في مكتب المستشار البريطاني في المكلا. وكان محيرز يسّرب أخبار المستشار إلى بعض أقاربه ، ويقوم بنشر الدعايات ضده ، فنكّل بهما انجرامس.
(٣) الشّيخ الفقيه العلّامة محمّد بن عمر بن سلم ولد علّامة عصره وفريد مصره بالشّحر في حارة تسمى : حارة عيديد ، من أسرة عرفت بالنّبل والفضل ، ونسب آل ابن سلم في العقيليّين كما يقول بعض المؤرّخين. تلقّى مبادىء العلوم على يد شيخه الفقيه الشّيخ ناصر بن صالح ابن الشيخ عليّ ـ اليافعيّ ـ ولازمه مدّة طويلة ، وكانت وفاة الشّيخ ناصر سنة (١٣٠٠ ه). سافر الشّيخ محمّد إلى مصر لطلب العلم ، ودرس في الأزهر الشّريف ، ويخمن الأستاذ سعيد باوزير أنّ رحلته ابتدأت سنة (١٣٠٦ ه) ، وكانت عودته سنة (١٣١١ ه) ؛ أخذا من تاريخ الإجازة الّتي حصل عليها من الأزهر. وبعد عودته من مصر .. خرج إلى وادي حضرموت ، ولقي به عددا من الشّموس المضيئة ، على رأسهم سيّدنا الإمام عيدروس بن عمر الحبشيّ ، والإمامان : أحمد بن حسن العطّاس ، وعليّ بن محمّد الحبشيّ. وقام المترجم بتأسيس رباط العلم بغيل باوزير سنة (١٣٢٠ ه) ، وتخرّج من تحت يده كبار العلماء والمرشدين ، والفقهاء والقضاة. وقد انبعث عن هذا الرّباط أكبر حركة علميّة فقهيّة عرفتها السّواحل الحضرمية على مرّ أزمانها ، وكلّ الموجودين اليوم من علماء السّاحل الحضرميّ يدينون بالولاء العلميّ لصاحب التّرجمة ، وإليه ترجع أسانيدهم وطرق أخذهم. توفّي الشّيخ محمّد بن