له من ذلك مال دثر (١) ، وكلّما جاءت رسالة .. قرأها عليه ، وكفّ عن ذكر الصّلة ، وهو مع ثقته بالتّلميذ وشغله بربّه لا يباشر قراءة الكتب ، وفي آخر أمره .. طالعه بالحال ، فعاتبه يسيرا ، ثم وقف ذلك المال على أولاده سواء فيهم الذّكر والأنثى ، والعالي والسّافل ، لا ينقطع إلّا نصيب من يموت ، ولا يزال يصل للسّيّد بو بكر بن حسن صاحب الحديدة الآتي ذكره في الرّباط ، يصل نصيبه ونصيب أولاده ممّا يفضل عن أيدي العابثين من غلّات ذلك الوقف.
وإلى جانب الغيل الشّرقيّ : الرّقيميّ والسّاحة الّتي حواليه ، وهي إقطاع من السّلطان عمر بن جعفر الكثيريّ لهمّام بن سعيد بن همّام ، ولا يزال بيدهم أصل ذلك الإقطاع ، وفي أوله البسملة ، وعن يمينها الخاتم ، وعن يسارها الإمضاء ، ونصّه بخطّه : عمر بن جعفر أشهد الخط أنت ؛ لأنّ العمدة عليك بأنّا أعطينا النّقيب همّام بن سعيد بن همّام الرّقيميّ والسّاحة ؛ الصائرة إليه بالمشترى ، وملّكناه ذلك تمليكا شرعيّا في مقابل مصاريف منكسرة لأولاده في بيت المال ، يعتمد ذلك الواقف عليه من العمّال والخدّام ، ومن خالف .. فلا يلومنّ إلّا نفسه ، ثاني شهر الحجة الحرام سنة (١١٢٤ ه).
وفيه ذكر بعض الحدود ؛ فبحريّا : دار أحمد بن عمر بن بو بكر ، وشرقيا : السّاقية. وفيه خرم أصلحناه بالذّوق. والله أعلم.
وفي أخبار الفتن الّتي بين القعيطيّ من جهة وآل كثير والعولقيّ من الأخرى : أنّ آل كثير وآل عمر باعمر والعوالق .. أحاطوا بثمانين من عبيد القعيطيّ ، يرأسهم عنبر عبيد ، ولمّا أشرفوا على الأسر أو الهلاك .. استغاثوا بهمّام بن امبارك وجماعته آل همّام أصحاب حصن الرقيميّ ، وبقيت مدافع آل كثير والعولقيّ وألفافهم أربعة أشهر وهي تدوّي عليهم ، تباكرهم وتماسيهم.
وفي الغيل مدرسة داخليّة ، كلّ نفقاتها على الحكومة القعيطيّة ، تسمى : (الوسطى) لارتفاعها عن التّعليم الابتدائيّ ، وقصورها عن التّعاليم العالية ، غير أنّ الحكومة ترسل البعثات من خرّيجيها إلى الشّام والسّودان ؛ ليتمّموا بها دراستهم ،
__________________
(١) مال دثر : كثير.