وهو الآن مدير رباط الغيل ، وهو أفقه رجال السّاحل وبما أنّ مدارسهم ـ على ما ذكرنا من نظامها ـ محدودة المعارف .. فما إلّا عليه يتخرّج من يرشّحونه للقضاء ـ وفيهم كثرة ـ إلّا أنّه لا يعامل بمقتضى ما يستحقّ ؛ فإنّ مرتّبه الشّهريّ لا يبلغ المئة الرّوبيّة ، مع أنّ عائلاته (١) تقارب الأربعين نفسا.
غير أنّ الشّيخ الفاضل سعيد القدّال يعرف له فضله ، ويسعى في ترفيهه ، ولقد صدق الّذي يقول : (إنّما يعرف ذا الفضل ذووه).
وكان بالغيل جماعة من ذرّيّة السّيّد عبد الرّحمن بن محمّد عيديد ، لا أدري أيوجد الآن به أحد منهم ، أم لا؟
وكانت بالغيل مدرسة للسّيّد محمّد بن جعفر العطّاس ، وهو رجل غزير العلم والعبادة ، صحيح التّقوى والزّهادة ، وكان له إخوان فتح الله عليهم أبواب الرّزق بجاوة ، فبعثوا له برسالة مع خمس مئة ريال فرانصة .. فأمر أحد تلاميذه بالجواب ، وشكرهم على الرّسالة ، وفرحه بعافيتهم ، وإرجاع الدّارهم إليهم ، والإشارة بأن يتابعوا الرّسائل بدون صلة ماليّة ، فلم ير التّلميذ ردّها ، بل أرسلها إلى من يشتري بها مالا للسّيّد محمّد بحريضة ، وهكذا يفعل بما تواتر بعدها من الصّلات ، حتّى اجتمع
__________________
القضائيّة ، وأناط المجلس العالي برئاسة الشّيخ عبد الله عوض بكير ـ بصاحب التّرجمة مهمّة تخريج القضاة وتدريبهم ، فكان ممّن تخرّج على يديه في (كورسات القضاء) وفيما يلي بعض أسماء أعلام أولئك القضاة على حسب ترتيبهم :
فمن الكورس الأوّل : القاضي سعيد بن عليّ بامخرمة ، وعبد الله عوض بامطرف ، والسّيّد مصطفى بونميّ ابن المترجم. ومن الكورس التالي : السّيّد عبد الله محفوظ الحدّاد ، والشّيخ عبد القادر الحاج ، وعبد الله بن عليّ بامخرمة ، وسالمين بن سرور. ومن الكورس التالي : الشّيخ سعيد بالرّعيّة ، والسّيّد عليّ المديحج ، وسالم بامخرمة. ومن الكورس التالي : السّيّد محمّد رشاد البيتي ، وسعيد علي سلومة. ومن الكورس التالي : السّيّد حسين المديحج ، والسيد أحمد عيديد ، وسعد باشكيل. هذا ما ذكره العلامة السّيّد رشاد البيتي حفظه الله ، وقد نسي بعضهم. وكانت وفاة السّيّد محسن .. بغيل باوزير في شعبان (١٣٧٩ ه) ، ودفن بجوار ضريح شيخه ابن سلم. «شذور من منجم الأحقاف» (١٠٦ ـ ١٠٨).
(١) عائلاته : من يعولهم وينفق عليهم ، وهو بهذا يشير إلى أنّ السّيّد محسنا كان يعيل أكثر من أسرة ؛ إذ كان متزوجا بأربع نسوة ، وله من كلّ واحدة نسل مبارك.