حدّ حضرموت ، وما كان منه للمهرة كبديعوت .. فهو شحر المهرة.
الثّالث : أنّها اسم لجميع ما بين عدن وعمان ، كما ذكره ياقوت [٣ / ٣٢٧] عن الأصمعيّ.
وكثير من يقول : إنّ ظفار هي قاعدة بلاد الشّحر ، وفي «الأصل» بسط ذلك.
الرّابع : اختصاص الاسم بالمدينة اليوم.
لكن نقل السّيّد أحمد بن حسن الحدّاد عن الباب السّابع من «نخبة الدّهر» : (إنّ لحضرموت فرضتين (١) على ساحل البحر ، يقال لإحداهما : شرمة ، وهي الآتي ذكرها. وللأخرى : الشّحر ، ولم تكن بمدينة ، وإنّما كانوا ينزلون بها في خصاص (٢) ، حتّى بنى بها الملك المظفّر ـ صاحب اليمن في زماننا هذا (٣) ـ مدينة حصينة بعد سنة سبعين وستّ مئة) اه (٤)
وفي «صبح الأعشى» (٥ / ١٦) : (والشّحر ـ قال ياقوت الحمويّ : هي بليدة صغيرة ـ ولم يزد على ذلك. والّذي يظهر : أنّ لها إقليما ينسب إليها) اه
وما استظهره هو الواقع ، ولا سيّما في الأعراف القديمة ، وكانت وفاة ياقوت في سنة (٦٢٦ ه) ؛ أي : قبيل أن يجعلها المظفّر مدينة بمدّة ليست بالطّويلة.
وما جاء في «صبح الأعشى» عن ياقوت لعلّه من غير مادة الشّحر ، أمّا فيها من «معجمه» .. فقد أطال القول عن الشّحر ، وقال : (هو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ، وإليه ينسب العنبر الشّحريّ ؛ لأنّه يوجد في سواحله ، وهناك عدّة
__________________
(١) الفرضة : الفتحة الّتي يدخل منها الماء ، وتطلق عرفا على الميناء.
(٢) قوله (خصاص) : الّذي في «الهديّة السّنيّة» و «الشّامل» : أنّها (أخصاص) وهي ـ كما عرّفها الحدّاد ـ : بيوت صغيرة من الخوص والسّعف.
(٣) يعني به القرن السابع ، والمظفر هو الملك يوسف بن عمر بن رسول الرّسولي ، كان تولّيه الملك في اليمن عقب مقتل أبيه سنة (٦٤٩ ه) ، وتوفّي هو سنة (٦٩٤ ه).
(٤) «الهديّة السّنيّة» للحدّاد (ص ١٦) (مخطوط) ، و «نخبة الدّهر» هو لشيخ الرّبوة محمّد بن أبي طالب الأنصاريّ (٦٥٤ ـ ٧٢٧ ه) ، دمشقيّ ، ولي مشيخة الرّبوة وهي من ضواحي دمشق ، وتوفّي بصفد. واسم كتابه كاملا : «نخبة الدّهر في عجائب البرّ والبحر» مطبوع.