مدن يتناولها هذا الاسم ، وإلى الشّحر ينسب جماعة منهم محمّد بن خويّ بن معاذ الشّحري) اه [٣ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨] باختصار.
وفي «مروج الذّهب» ذكر للنّسناس الّذي أفضت القول عنه ب «الأصل» ، ثمّ قال المسعوديّ : ووجدت أهل الشّحر من بلاد حضرموت وساحلها ـ وهي تسعون مدينة على الشّاطىء من أرض الأحقاف ، وهي أرض الرّمل وغيرها ممّا اتّصل بهذي الدّيار من أرض اليمن وغيرها ، من عمان وأرض المهرة ـ يستظرفون أخبار النّسناس إذا ما حدّثوها ، ويتعجّبون من وصفه ، ويتوهّمون أنّه ببعض بقاع الأرض ممّا قد بعد عنهم ؛ كسماع غيرهم من أهل البلاد بذلك عنهم ، وهذا يدلّ على عدم كونه في العالم ، وإنّما هو من هوس العامّة ؛ كما وقع لهم من عنقاء مغرب (١) ، ونحن لا نحيل وجود النّسناس والعنقاء ؛ لأنّ ذلك غير ممتنع في القدرة ، غير أنّه لم يرد خبر قاطع للعذر بصحّة وجود ذلك في العالم .. فهذا داخل في حيّز الممكن الجائز ... إلى آخر ما أطال به.
والذي يعنينا منه كون الشّحر فيما سلف من الزّمان تسعين مدينة ، وكون هذه الأرض تسمّى كلّها أرض الأحقاف ، وهو موافق لكثير ممّا سبق. والله أعلم.
وللشّحر ذكر في شعر سراقة بن مرداس البارقيّ ، وذلك أنّه أخذ أسيرا يوم جبّانة السّبيع ، فقدّم في الأسرى ، فقال ـ كما عند الطّبريّ وغيره (٢) ـ [من الرّجز] :
امنن عليّ اليوم يا خير معدّ |
|
وخير من حلّ بشحر والجند |
وخير من لبّى وصلّى وسجد |
فعفا عنه المختار في قصّة طويلة تشهد لاستيلائه على الشّحر (٣).
__________________
(١) العنقاء : طائر أسطوري عظيم ، معروف الاسم ، مجهول الجسم. وعنقاء مغرب : أي مبعد في البلاد. وهذا قول من أحد الأقوال فيها ، ومن أراد التوسع .. فليرجع إلى «لسان العرب» (١ / ٦٤١).
(٢) تاريخ الطبري (٣ / ٤٦٠).
(٣) سيذكر المصنّف عقب ذكره المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ .. ما وقف عليه من حوادث في تاريخ الشّحر