وفي سنة «١٠٦٨ ه» : غدر بدر بن عبد الله بعمّه بدر بن عمر ، وأخرجه عن ظفار (١) ، فقدم على الإمام فأكرمه (٢).
وفي جمادى الأوّلى من سنة «١٠٦٩ ه» : اختار المتوكل الصّفيّ أحمد بن حسن (٣) لفتح حضرموت والشّحر وظفار.
وفي شعبان : توجّه الصّفيّ إلى وادي السّرّ (٤) بمخلاف خولان (٥) ، ثمّ إلى فحوان ورغوان (٦) ، ثمّ إلى مأرب (٧) وحبّان ، ثمّ دخل أطراف بلاد العوالق فوصل بلدة واسط ، ثمّ سار إلى وادي حجر ، ثمّ تجرّد منها تجرّد الحسام.
وكان سلطان حضرموت قدّم عساكره إلى أعلى عقبة حجر فانهزموا من أحمد بن
__________________
(١) قصّة غدر بدر بن عبد الله بعمّه كانت بمساعدة أخيه جعفر بن عبد الله. ينظر : «تاريخ الدّولة الكثيريّة» (٧٠ ـ ٧١).
(٢) وحاصل قصته وخبره أنه هرب من ظفار ووصل إلى عدن ، وكان قد وجّه ولديه محمّدا وعليّا إلى الإمام ، فتلقّاه والي عدن من قبل الصّفيّ مبعوث الإمام ، وجهّزه إلى ذمار ، فأرسل الإمام ولديه لاستقباله ومعهما الأكسية الفاخرة ، والخيل المحلّاة والنّقود الكثيرة ، ولمّا وصل إلى ذمار ، أمر الإمام أنجاله الكرام ومن بحضرته من العلماء أن يتلقّوه بالجنود ، حتّى وصلوا به إلى حضرته «الدّولة الكثيريّة» (٧١).
(٣) صفيّ الإسلام أحمد بن الحسن بن القاسم المهدي لدين الله (١٠٢٩ ـ ١٠٩٢ ه) ، كان من شجعان الزّيديّة ، بويع له بالخلافة بعد عمّه إسماعيل المتوكّل سنة (١٠٨٧ ه) ، وكان غزير العلم ، له مؤلّفات ، قال الشّوكاني : وهو من أعظم الأئمّة المجاهدين. وهو الّذي أخرج اليهود الّذين كانت بيوتهم بصنعاء ، وسمّر كنيستهم ، ثمّ هدمها وعمّر مكانها المسجد المعروف بمسجد الجلاء ، قال العرشيّ : كان أشجع أهل زمانه .. حتّى سمّوه «سيل الليل».
«الأعلام» (١ / ١١٢) ، و «بدر الطّالع» (١ / ٢٤٣) ، و «بلوغ المرام» (٢٦٨) ، و «خلاصة الأثر» (١ / ١٨٠).
(٤) واد مشهور في ناحية بني حشيش ، كان يسمّى : سرّ ابن الرويّة يبعد عن صنعاء (٢٥ كم) إلى الشّمال الشّرقيّ.
(٥) هي بلاد خولان العالية المعروفة بخولان الطّيال المجاورة لصنعاء.
(٦) رغوان : بلدة تقع في سهل الجوف من الجدعان وأعمال نهم ، شمال شرقيّ صنعاء ، ورد في شعر أعشى باهلة حيث قال :
وأقبل الخيل من تثليث مصغية |
|
أو ضم أعينها رغوان أو حضر |
(٧) مأرب شرق صنعاء على مسافة (١٧٠ كم).