وقال السّيّد أحمد بن حسن الحدّاد : (كان خروج الإمام أحمد بن حسن سنة «١٠٧٢ ه» ، وأقام بجيشه في حضرموت نصف شهر ، ثمّ عاد طريق البحر من بندر الشّحر ، واستخلف السّلطان بدر بن عمر الكثيريّ ، وترك عنده جملة من عسكره الزيديّة ، واستمرّ أمرهم نحو خمسين سنة إلى خروج يافع من الجبل سنة ١١١٧ ه) اه (١)
وقال السّيّد محمّد بن إسماعيل الكبسيّ (٢) في كتابه «المسالك اليمنيّة» : (وفي سنة «١٠٦٤ ه» : خطب بدر بن عمر الكثيريّ للإمام ، فقبض عليه ابن أخيه بدر بن عبد الله ، فهمّ الإمام بالتّجهيز ، وأمر بحشد الجنود إلى بني أرض ، ومنعت بلاد الرّصّاص ويافع والعوالق والجرش والواحديّ والفضليّ عن المرور فيها ، فجدّ الإمام (٣) في جهادهم ، واجتمع لأولاد إخوته زهاء عشرة آلاف راجل وألف عنان ، واشتدّ القتال بينهم وبين حسين الرّصّاصيّ حتّى قتل ، وانهزم أخوه صالح إلى البيضاء ، وانتهب العسكر جميع ما في مخيّمهم.
وكان محمّد بن الحسين (٤) لم يشهد الوقعة ، ولكنّه حضر بعدها ، فتقدّم إلى يافع يوم الإثنين (١٩) جمادى الآخرة من السّنة إلى ذيل جبل العرّ ، فاستولى على الجبل ، وعادوا إلى عند الإمام.
ولمّا انتهى خبر هذا النّصر العظيم إلى بدر بن عبد الله الكثيريّ .. أطلق عمّه ، وخطب للإمام ، فأرسل الإمام صالح بن حسين الجوفيّ إلى حضرموت ، فألفى الأمر على حقيقته ، فوجّه بدر بن عمر إلى ظفار واليا عليها.
__________________
(١) الهدية السنية (٣٨) خ.
(٢) العلامة المؤرخ السيد محمد بن إسماعيل الكبسي ، مولده بهجرة الكبس سنة (١٢٢١ ه) ، عاصر الشّوكاني ، وولي قضاء ذمار للمتوكّل محسن بن أحمد (١٢٩٥ ه) ، وتوفّي بالكبس سنة (١٣٠٨ ه).
(٣) هو المتوكّل على الله إسماعيل ابن المنصور بالله القاسم بن محمّد ، المتوفّى سنة (١٠٨٧ ه).
(٤) هو محمّد بن الحسين بن القاسم .. العالم المفسّر المحدّث ، كان نحويّا أصوليّا بارعا ، وكان من أكابر الأمراء وقوّاد الجيوش في دولة عمّه المتوكّل ، مات بصنعاء (٨) شوّال (١٠٦٧ ه).