ثمّ استرجعها آل كثير في سنة (٩٠١ ه) (١) ، وما زالت في أيديهم على مناوشات بينهم وبين أمراء العشائر حتّى استولى الإمام (المتوكّل على الله) على حضرموت وعليها في سنة (١٠٧٠ ه) (٢).
__________________
(١) دخلت الشّحر تحت حكم آل كثير في ذلك التّاريخ على يد السّلطان بدر بن محمّد بن عبد الله بن عليّ الكثيريّ ، وبقيت في حكمهم حتّى سنة (١٠٧٠ ه) ؛ إذ قدم الزّيديّة وحكموها إلى سنة (١٠٩٣ ه) ؛ إذ خرج عليه حسن بن عبد الله بن عمر الكثيريّ واستولى عليها. ثمّ خرجت عليهم يافع واضطربت أمور آل كثير ، حتّى قام جعفر بن عمر سنة (١١٢٩ ه) فشدّ مئزره واستردّها ، وهو القائل :
قال الكثيري بن عمر بن جعفر |
|
لي ناد راسي يالشّوامخ نودي |
(الشّحر) خذناها قد الله قدّر |
|
عاد عا (المكلا) باتحنّ رعودي |
ملخّصا من «تاريخ الدّولة الكثيرية» .. عدة مواضع.
(٢) حكم أئمّة اليمن لحضرموت : كانت البداية في عهد السّلطان بدر بن عمر بن بوطويرق الّذي ولي الحكم بإشارة الإمام الحسين ابن الشّيخ أبي بكر سنة (١٠٢٤ ه) ، ولكن قام عليه ابن أخيه بدر بن عبد الله بن عمر وصار يكيد له ، فلجأ إلى موالاة أئمّة اليمن وأخذ يكاتبهم ويستنجد بهم .. فنفر الشّعب منه.
ثمّ وثب بدر بن عبد الله على عمّه السّلطان بدر بن عمر وابنه محمّد المردوف وكبّلهما وسجنهما في حصن مريمة. ولما علم إمام اليمن ، وهو في ذلك الوقت المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد ، الذي حكم في الفترة ما بين (١٠٥٤ ه) و (١٠٨٧ ه) ، أرسل ابن أخيه الصفي أحمد بن الحسن بن القاسم إلى حضرموت.
وكان النّداء بالنفير في صنعاء والدّعوة إلى الجهاد ثمّ التحرّك من الغراس يوم الخميس (١٨) شوّال (١٠٦٩ ه). ثمّ كان وصولهم إلى حضرموت آخر رجب (١٠٧٠ ه) ، واتّجهوا إلى العوالق وابن عبد الواحد ، وتلقّاهم العموديّ إلى جردان ، ثمّ ساروا طريق حجر ، وطلعوا عقبة المدلاة على السّوط ، وخرجوا بعقبة باعقبة ، ونصبوا خيامهم بجدفرة بيضان ، ثمّ انتهوا إلى الهجرين ، وكان أهلها طلبوا الأمان ، فأمّنهم ، ونهبت حورة وسدبة في الطّريق ، وسلّمت له مصنعة هينن ثمّ بقيّة المصانع.
ومنعوا الأذكار في المساجد ، لا سيّما راتب الإمام الحدّاد ، ونودي ب (حيّ على خير العمل) ، ولم يمانع إلّا مؤذّن مسجد باعلوي بتريم .. فلم يؤذّن به. وبدخول الجيوش الزّيديّة إلى حضرموت ..
انتهت السّلطة الكثيريّة تماما ، وأصبح السّلطان عديم القوّة حتّى جاءت سنة (١١١٣ ه) وفيها قدمت يافع ، أقدمهم السّلطان بدر بن محمّد المردوف بن بدر بن عمر .. وستأتي أخبارهم. ثمّ كانت وفاة السّلطان بدر بن عمر بالمدينة المنوّرة سنة «١٠٧٢ ه» بعد أن مكث في السّلطنة قرير العين ، ومات بدر بن عبد الله في سيئون سنة (١٠٧٥ ه). ينظر : «تاريخ الدّولة الكثيريّة» (٦٩ ـ ٨٣).