وخلفه أخوه راشد بن شجعنة ، فبقي عليها إلى سنة (٦٧٧ ه) ، فتغيّر عليه المظفّر واعتقله بزبيد إلى أن مات (١).
وفي سنة (٧٦٧ ه) : وصل المظفّر بنفسه إلى الشّحر ، فعمّرها ـ حسبما تقدّم ـ ثمّ لم يزل حكّامها من أسرته تحت أمر آل رسول حتّى ضعف أمرهم.
وصار النّفوذ بحضرموت لآل يمانيّ (٢).
وفي سنة (٨١٢ ه) (٣) : استولى دويس بن راصع على الشّحر ، ثمّ عادت لآل فارس (٤) ، حتّى انتزعها منهم آل كثير في سنة (٨٦٧ ه) ، وهي أوّل دولتهم بها (٥).
ثمّ استردّها آل فارس منهم في سنة (٨٩٤ ه) (٦).
__________________
(١) «الحامد» (٢ / ٥٤٣) ، وبموت راشد هذا انتهت فترة حكم آل إقبال الأخيرة على الشّحر ، ولم يؤرّخ لوفاته.
(٢) انظر تفاصيل فترة حكم آل يمانيّ في : «تاريخ الحامد» (٢ / ٤٩٨ ـ ٥٣٥) ، واستمرّت من سنة (٦٢١ ه) إلى سنة (٩٢٦ ه) بدءا بالسّلطان سعود بن يمانيّ وانتهاء بمحمّد بن أحمد بن سلطان.
(٣) ما بين عامي (٦٦٧ ه) و (٨١٢ ه) جرت حوادث كثيرة ، انظرها مجملة في «الشّامل» (١١٢) ، و «تاريخ شنبل» ، و «الحامد».
(٤) لم أجد لهذا القول مؤازرا في المصادر الأخرى ، والّذي اتّفقوا عليه كما تقدّم قريبا أنّ حكم آل فارس بن إقبال انتهى بموت راشد بن شجعنة المتقدّم. لكنّ خبرا في سنة (٨٣٦ ه) عند «شنبل» أنّ السّلطان عبد الله عليّ الكثيريّ حاصر الشّحر وفيها ابن فارس ، فقتل فيها جماعة ، وقبله في سنة (٨٣٢ ه) ذكر أنّ ابن فارس جمع قومه مرة أخرى!!
سعد بن فارس بادجانة : ثمّ بعد بحث تبيّن أنّ ابن فارس هذا ليس هو من آل إقبال الّذين انتهوا كما ذكرنا ، وإنّما المقصود به سعد بن فارس بادجانة (أبو دجانة) الشّماسيّ الكنديّ من قبيلة التحمت بالمهرة ، وهي كنديّة الأصل ، ولما طلبوا الملك .. ساعدهم أخوالهم من المهرة ، وكان ملك سعد بن فارس قبل سنة (٨٢٠ ه) كذا في «الشّامل» (١١٢) ، ولم يجزم به الحامد ، إلّا أنّه قال : حوالي سنة (٨٣٦ ه) ، لكن حسبما في «الشامل» أنه في ذلك التاريخ ؛ أي سنة (٨٣٦ ه) استولى على حيريج بعد الشحر. وأخبار آل بادجانة عند «الحامد» (٢ / ٥٦٥) وما بعدها ، و «الشّامل» (١١٢ ـ ١١٣).
(٥) وظهر في تلك الأثناء : آل طاهر (الدولة الطاهرية) ، وتدخّلوا في الأحداث السّياسيّة أيضا هم الآخرون.
(٦) وذلك على يد سعد بن مبارك بادجانة. «شنبل» (٢٠٦) ، و «الشّامل» (١١٧) ، و «الحامد» (٢ / ٨٦).