جراميزه (١) لأخذ الثّأر ، ودار على حصون آل كثير فلم يجد عندهم منفعة ، وإلّا .. فقد كانت بينهم وبين بعضهم أحلاف.
وبعد أن مضى لهذه الحادثة سبع سنين .. هجم على الدّيس فنهبها واستباحها ، وقتل جماعة من عسكر القعيطيّ ، وأسر ثمانية عشر منهم ، ولم يقتل من أصحابه إلّا أربعة فقط ، وطفق يتجاذب الحبال مع الدّولة القعيطيّة حتّى استعانوا عليه بالطّائرات الإنكليزيّة ، فأضرّت بمكانه الواقع على مقربة من غيل ابن يمين ، ولم يخضع مع ذلك.
وفي نحو سنة (١٣٥٨ ه) : كمن ولده في جماعة من الحموم بالمكان المسمّى حرو (٢) ، فجاءتهم ثلّة من العساكر القعيطيّة في سيّارات ، يتقدّمهم يافعيّ شجاع ، يقال له : محمّد محسن السعديّ ، فتبادلوا الرّصاص ، لكن كانت يافع أثبت وأنفذ سلاحا ، فاستأصلوهم قتلا ، فانكسف بال عليّ بن حبريش ، واستولى عليه الفراش ، ومات غبنا.
وكان أهل الشّحر يلاقون عناء من قلّة الماء ، فأجراه إليهم السّلطان غالب من تبالة ، فاستراحوا بذلك.
وفي أيّامه (٣) انعقدت بينه وبين سلاطين آل كثير صاحب سيئون وصاحب تريم (٤) المعاهدة المشهورة (٥) ذات الإحدى عشرة مادّة ، المحرّرة (٢٧) شعبان سنة (١٣٣٦ ه) وقد اعترفوا في المادّة الأولى منها بانسحاب حكم الحماية الإنكليزيّة عليهم (٦).
__________________
(١) الجراميز : الأيدي والأرجل.
(٢) حرو : موضعان بحضرموت ، الأول : غربيّ بروم ضمن مديرية المكلا في الساحل. والثاني : قرية قرب ساه بوادي عدم ، في الداخل.
(٣) أي : في سنة (١٣٣٦ ه).
(٤) وهما السّلطانان : منصور ومحسن ابنا السّلطان غالب بن الحسن الكثيريّ ، سيأتي ذكرهما وطرف من أخبارهما في سيئون.
(٥) المعروفة بمعاهدة عدن لانعقادها فيها.
(٦) والمادّة الأولى نصّها كالآتي : (يرتضي السّلطان القعيطيّ مولى الشّحر والمكلّا ، وسلاطين آل عبد الله