أحمد بن عبسين (١) ، وهو الّذي كان السّبب في مجيء الفقيه عبد الله بلحاج إلى الشّحر.
وكان ابن عبسين حسن الخطّ ، كتب نحو خمسين مصحفا بيده (٢) ، ترجمه الطّيّب بافقيه ترجمة جميلة ، وقال : إنّ وفاته في سنة (٩٧٠ ه) لا في سنة (٩٠٨) ، وكان من قضاة العدل.
وبالشّحر توفّي الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بافضل (٣) ، صاحب «المختصر اللّطيف» ، الّذي شرحه الرّمليّ (٤) ، و «المختصر الكبير» الّذي شرحه ابن حجر (٥). وكانت وفاته بها سنة (٩١٨ ه).
وفي مناقب الشّيخ عبد الله العيدروس بن أبي بكر السّكران بن عبد الرّحمن السّقّاف أنّه : كان يحثّ على «مختصر بافضل» ، فذهب وهمي أوّلا إلى أنّه الكبير من
__________________
(١) هو الفقيه الصالح الزاهد القاضي عبد الله بن محمد بن حسن بن عبسين الشافعي الشحري ، نشأ في طلب العلم والطاعة والعبادة ، وتصدر للفتوى والتدريس في الشحر ، وتخرج به الطلاب ، وكان عالما محققا مدققا ، ساعيا في قضاء حوائج الناس. له قضية مع السلطان عبد الله بن جعفر الكثيري صاحب الشحر ، وذلك : أن السلطان المذكور اشترى حصانا من بعض الناس ثم بعد ذلك أراد ردّه وادعى فيه عيبا ، وامتنع من تسليم الثمن للبائع ، فاشتكى عليه إلى القاضي المذكور ، فكتب إليه : أن احضر إلى الشرع الشريف ، ولم يراع السلطان ولا تساهل لأجله ولا حاباه بكلمة واحدة. ولله دره!! ولقد أبقى فخرا ، وغنم أجرا ، وامتطى ذروة السماك ، ورقى فوق أوج الأفلاك. عن «النور السافر» (٧٨ ـ ٧٩). وكانت وفاته في ٤ ربيع الثاني من سنة (٩٠٧ ه).
(٢) قال بافقيه : (وأهل الجهة مثل الشّحر وحضرموت يضربون بخطّه المثل).
(٣) هو الشيخ الإمام الصالح ، الولي الكبير ، العارف بالله عبد الله بن عبد الرحمن (ت ٨٦٦ ه) ابن أبي بكر (ت ٨٠٤ ه) ابن محمد الحاج بن بافضل المذحجي السعدي التريمي. مولده بتريم سنة (٨٥٠ ه) ، ورحل لأداء النسكين وأخذ عن القاضي برهان الدين ابن ظهيرة القرشي ، وأبي الفرج المراغي بالمدينة ، وإبراهيم باهرمز بشبام ، وباجرفيل وبامخرمة (الجد) ، وبافضل العدني ، كلهم بعدن ، وعمر بن عبد الرحمن صاحب الحمراء ، وأخذ عنه جمهرة.
ترجمته في : «النور السافر» ، «تاريخ بافقيه» ، «شذرات الذهب» (١٠ / ١٢٥) ، «صلة الأهل» (١٤٢ ـ ١٦٧) ، «السنا الباهر» ، «تاريخ باحسن» ، «الأعلام» (٤ / ٩٦ ـ ٩٧).
(٤) واسم شرح الرملي : «الفوائد المرضيّة على المختصر اللطيف في فقه الشافعية» ، مطبوع.
(٥) واشتهر باسم «المقدمة الحضرمية» واسم شرحه «المنهج القويم بشرح مسائل التعليم» ، وعليه عدة حواش وتعليقات. منها : حاشية نفيسة للإمام عبد الله بن سليمان الجرهزي ، صدرت مؤخرا عن دار المنهاج بجدة ، في مجلدين فاخرين