المهرة بكلّ ما نقدر عليه ؛ إذ لا قبل لنا بهم ولا نزيد مع عبيدنا على ثلاثين مقاتلا ، وكنّا عزمنا على الرّحيل إلى السّواحل الإفريقيّة مثل ما فعل النّقيب ، غير أنّ سالمين بن حسن بن قحطان العليّ الحموميّ ردّنا إلى بلادهم ، وأسكننا في عسد الجبل ، فاتّصلنا بأموالنا ، وكانت في ضواحي قصيعر والرّيدة.
ومع قوّة الحموم إذ ذاك لم يقدر القعيطيّ عليها ، وكانوا لا يعقدون صلحا مع القعيطيّ إلّا كان أماننا أوّل شرط فيه.
وعرض علينا السّلطان منصور بن غالب غيل ابن يمين فلم يعجبنا ؛ لبعده عن أموالنا.
وكانت أمّ السّلطان منصور الكثيريّ عمّتي ـ ولها أختان ، إحداهما : كيميا ، تحت عمر بن حفظ الله. والأخرى : سلمى ، تحت أحمد بن محمّد ـ فطلبت أمّ السّلطان وصولنا ، فوصلت أنا وأبي وعمّتاي وزوجاهما ، وأقمنا بسيئون نحوا من عشرين عاما ، ثمّ عدنا إلى عسد الجبل.
ولمّا تمّت المعاهدة بين الكثيريّ والقعيطيّ .. عدنا إلى الرّيدة ، واجتمعنا بالسّلطان غالب بن عوض القعيطيّ ـ وهو رجل لا يعرف الحقد ـ فرأينا من لطفه ما لا يفي به الكلام ، وأعفانا من جميع الرّسوم ، ومن ذلك اليوم ونحن في غاية الرّاحة). هذا كلامه بمعناه.
وكان سلطان آل عبد الودود يوم نازلهم القعيطيّ هو : جعفر بن عليّ السّابق ذكره.
وفي شمال قصيعر على نصف ساعة بسير الأثقال قرية قديمة ، يقال لها : مهينم.
ومن ورائها شمالا على ساعتين غيضة ، يقال لها : معبر (١) ، من قدامى البلدان.
__________________
(١) معبر : منطقة زراعيّة من أعمال الشّحر ، وبها عينان ترويان النّخيل بها ، ويعيش سكّانها على الصّيد ، وتسمّى : غيضة معبر.