وفي شبوة جماعة من آل بريك ، وهم مشايخ يحملون السّلاح ، ولهم احترام بين قبائل تلك الجهات ، وقد تفرّقوا في وادي جردان ، وفي وادي حول ، وفي دهر ، وعرما ، وشبوة ، وهم : آل عبد الرّحيم ، وآل سالم بن عمر ، وآل عبد القويّ ، وآل باسيف (١).
وقد أعطاني المنصب المرحوم السّيّد حسن بن سالم العطّاس ـ المتوفّى بالمكلّا سنة (١٣٦٠ ه) ـ محاضرة ذكر أنّه ألقاها بالسّواحل الإفريقيّة ، جاء فيها : (إنّ آل بريك انهزموا من إخوانهم آل ناعب بجبل يافع ، فنزلوا سواحل حضرموت ، ونزل بعضهم الحسا والقطيف وعمان ، ولمّا كثر عددهم .. نجع منهم نحو خمسة وثلاثين ألفا ، فنزلوا شبوة وأعتقوا بها عبدهم الوليّ الصّالح محمّد بن بريك ، الّذي ينتسب إليه المشايخ آل بريك ، وله قبّة وزاوية ومسجد ومطبخ وخزينة كتب).
وكنت أردت إيراد تلك المحاضرة بنصّها في «الأصل» ؛ لما لها من التّعلّق بدولة آل بريك ، غير أنّ فيها تجازيف كثيرة ثنتني عنها ، فاكتفيت بالإشارة إليها.
وفي «فتح الرّحيم الرّحمن» لصاحب الحمراء : (أنّ سيّدنا الحسين بن العيدروس سار مع أمّه بنت آل بامدرك إلى شبوة وعمره ثلاث سنوات) ؛ أي : سنة (٨٦٤ ه) قبل موت والده بسنة. وفيه : (أنّ آل بامدرك قوم صالحون ، زهّاد ، كرماء ، واضحون).
وعلى مقربة من شبوة ومن العبر : مضارب الكرب (٢) ، ومن وجهائهم بشبوة رجل
__________________
(١) ومنهم أيضا : آل غيمسان بشبوة ، وآل أحمد بحنكة بادخن ، وآل سنديان في حصون سنديان بعرما ، وآل سبيان في العبر. ولكن هل آل بريك أهل شبوة من يافع؟! كلام العطّاس الّذي أورده المصنّف يوحي بذلك ، وتقدّم معنا في الشّحر ذكر آل ناجي بن عمر بن بريك ، وأنّ أصولهم جاءت من حريضة. ويوجد بتريم أيضا جماعة من آل بريك ، فيهم صلاح وخير ، وبالمكلا والشّحر أيضا ..
لكنّ الّذين بتريم يقال لهم : آل بريك ، والّذين في السّاحل آل بن بريك. والعلم عند الله.
(٢) الكرب ـ بضمّ الكاف وفتح الرّاء ، مفردهم كربي ـ : هم قبيلة وأرض تقع شرق رملة السبعتين ، وهم الفرع الثاني من قبيلة بلعبيد ، أمّا الفرع الأوّل .. فهم آل سلم بكسر فسكون. والكرب في عداد مديريّة عرما ، من أعمال شبوة ، وهم بطون عدّة.