حضرموت ، فقيل له : وادي قضاعة ، وعمد هو أحدهم ، وهو أوّل من سكن ذلك الوادي ، فسمّي باسمه) اه
قد مرّ في جردان أنّ بينه وبين وادي عمد مسيرة ثلاثة أيّام ، وبعضهم يقول : أربع ، والأمر يسير ؛ لأنّ السّير والمراحل على اختلاف.
ويطلق على وادي عمد إلى اليوم وادي قضاعة ، وهو لقب عمرو (١) بن مالك بن مرّة بن زيد بن مالك بن حمير.
وتزعم نسّاب مضر أنّ قضاعة هو ابن معدّ بن عدنان.
وقال الهمدانيّ في الجزء الأوّل من «الإكليل» : (يمتنع ذلك لخصال ؛ منها : أنّ حمير كانت أعزّ العرب جميعها ، وأنّهم كانوا الملوك الّذين يدينون البلاد ، ويقهرون العباد ، فلم يكونوا ليتركوا قضاعة بهذه الحالة ـ وهم من غير عبيدهم ـ تسكن مأرب وصرواح وتوطّنها ، وهم بيضة العزّ ، ودار المملكة ، وبقعة الجنّتين ، وذكر قحطان ، ووسط الإقليم ، وكلّ من ملك من حمير يرى العالم عبيده ، والعرب جميعا خوله ... إلى آخر ما ذكر ، فتعيّن أنّ الصّواب أنّهم من حمير).
وفي حديث أخرجه الطّبرانيّ [طس ١ / ١١١] عن عقبة بن عامر : «أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير».
وفي آخر أخرجه أحمد عن عمرو بن مرّة : «أنتم معشر قضاعة من حمير». (٢)
ويأتي في الضّليعة أنّ سائر قبائل السّوط من حمير ، وهو مناسب لما هنا ، وبه يتبيّن كذب أعشى ثعلبة في قوله [من البسيط] :
قالت قضاعة إنّا من ذوي يمن |
|
والله يعلم ما برّوا ولا صدقوا (٣) |
ورأيت في (ص ١١٠) من «الشّهاب الرّاصد» أنّ : قضاعة كان مالكا لبلاد
__________________
(١) وفي نسخة : (عمر).
(٢) مجمع الزوائد (١ / ١٩٩).
(٣) البيت في «البيان والتبيين» (١ / ٣٠٦).