ولّا الوعول المربعيّه شفتها |
|
عيال يافع في المقابر من ثنين |
أمّا الحلف .. فقد تمّ بين الدّيّن والقعيطيّ بواسطة الدّراهم والسّيّد حسين ، وسلّمت لهم الدّيّن رهائن الرّضاء ، وما زالت رهائنهم تحت المراقبة في مصنعة عوره حتّى جاء نحو ستّة نفر من آل بامسدوس ذات يوم في حدود سنة (١٣٥٨ ه) فأخذوا رهائنهم ، وهربوا ضحوة النّهار ، ولم تحبق في ذلك ضأنة (١).
وأمّا باعقيل .. فبقي مقيّدا بسجن المكلّا ، وظفروا بولد له بعد ذلك أوان البلوغ ، فزجّوه معه في السّجن ، وآلوا أن لا يطلقوه إلّا بغرامة الحرب المقدّرة بمئتي ألف ربيّة ، حتّى وردت المكلّا في سنة (١٣٤٦ ه) فتوسّطت في إطلاقه بخمسين ألف ربيّة فقط ، فتمّ ذلك في قصص طويلة مستوفاة في «الأصل».
وكنت اجتمعت بالسّيّد حسين بن حامد بعد إلقائه القبض على باعقيل ، فأنشدني كثيرا من المساجلات الّتي دارت بينه وبين الدّيّن ، ولمّا أنشدني الزّامل الأوّل (٢) .. انتقدته ، وقلت له : لا يليق زجّ باعقيل في السّجن والقيد ، بعد أن خصصته بالسّلام ، ولو أنّك استثنيته .. لكان لك بعض العذر ، أمّا الآن .. فلا.
فسقط في يده (٣) ، وما أحسّ بها إلّا تلك السّاعة ، وكان يهاب الملام ويعرف مقادير الكلام ، وكانت شهامته تقتضي إطلاقه ، ولكنّ ولده أبا بكر لم يكن ليساعده على ذلك ، لأنّ العداوة إنّما تأصّلت بين باعقيل وبينه.
ومن الضّليعة إلى دوعن يوم واحد ، تنزل الطّرق من أعلى جبل السّوط (٤) الشّاهق إلى أكثر بلاد دوعن ؛ كالخريبة والقويرة وبضه وقيدون. فمنه إلى كلّ واحدة منها
__________________
(١) تحبق : تضرط. الضأنة : الشاة. وهو مثل يضرب للأمر الّذي لا يكون له تغيير ، ولا يدرك به ثأر.
(٢) الزّامل : الشّعر الّذي يقال في مناسبات عند القبائل الحضرميّة ، ويرتجز به.
(٣) سقط في يده : ندم ، وهو من الأفعال الّتي تلازم صيغة المبنيّ للمجهول ما دامت لازمة.
(٤) السّوط هذا يسمّى : سوط لبارقة ـ الأبارقة ، وهم قبيلة من الدّيّن ، ومن قراهم : الثّجر ـ بكسر ففتح ـ فيها : الباقارح ـ بكسر الرّاء ـ الدّييمة ـ بكسر ففتح الياء فسكون الأخرى ـ لباصرّة. وغيرها. وتأتي في طريق هذه العقبة مع النّزول عدّة قرى أخرى ، لا نطيل بذكرها ، ومن سكّانها : الباعبدون ، البانعمة ، الباوقّاش ، الباسلطان ، الباعطا ، آل وتّار ، الباعضيدة. ينظر «الشّامل» (٩٧ ـ ٩٨).