دفعتها إليه .. أعطاني منها عشرين ريالا .. فاستكثرتها ، وامتنعت من قبولها .. حتّى عزم عليّ بأخذها ، فأخذتها). وهذا عطاء غاب عنه الحبيب حامد بن أحمد المحضار ، ولو شهده .. لم يكن بهذا المبلغ ، بل لقد عاتب أباه بعدما أعلمه.
وأخبرني عبد الهادي المذكور أيضا : أنّ أهل الرّباط ترافعوا إلى الشّيخ عمر باجنيد هذا في قضيّة ، ولمّا صدر الحكم .. امتنع المحكوم عليهم من الامتثال ، فأصيبوا بالعاهات ، فأقبلوا لترضية الشّيخ في جملة من جيرانهم ، فلاقاهم الإمام المحضار وقال :
يا بخت من عزّ الشريعه واستمع |
|
قول الشريعه لي بها زان الوجود |
قاضيكم المشهور ما بين العرب |
|
من حجر بن دغّار لمّا قبر هود |
فارتجزوا به بين دويّ البنادق ورجعها (١) الّذي يهزّ الجبال ، ولمّا قاربوا دار القاضي .. خرج للقائهم ، فقال الإمام المحضار بالنّيابة عنه :
حيّا بكم ياللي وصلتوا كلكم |
|
باسندوه والباعشن زين الجدود |
يا باجنيد ابشر فسعدك قد بدر |
|
يا بو محمّد فالكم فال السّعود |
توفّي قبل الثّلاث مئة ، وخلفه على القضاء ولده محمّد ، ويأتي في جحي الخنابشة بقيّة كلام عن آل باجنيد ، كان هذا المكان أولى به ، لكن تأخّر عن نسيان ، وعن غير واحد أنّ آل باجنيد يتحمّلون ثلث نفقة عمارة ساقية الخريبة ، وهو آية كثرة أموالهم بها.
وعلى قول المحضار : (من حجر بن دغّار لمّا قبر هود) .. ذكرت أنّ ولدي البارّ حسن ـ بلّغه الله مناه ـ قال في رحلته الّتي قدّمها للنّادي العلميّ عن حضوره ـ بالنيابة عنه ـ تأبين المرحوم السّيّد أحمد بن عمر الشّاطريّ (٢) : ثمّ أنشدت قصيدة أديب ، ولم
__________________
(١) رجعها : صداها.
(٢) سنة (١٣٦١ ه).