توفّي سنة (١٣٦٤ ه) عن عمر ينيف على الثّمانين ، قضاه في إكرام الضّيوف ، وغوث الملهوف ، ورقع الخروق ، ورتق الفتوق.
وخلفه ولده النّبيل حسين ، فانتهج ذلك السّبيل ، وتحمّل عبء والده الثّقيل ، حتّى يصحّ أن نقول في التّمثيل :
ففي الحسين لهم من بعده خلف |
|
ما مثله خلف في النّاس منتخب (١) |
باق به لبني الأشياخ أسرته |
|
حمد الفعال وفضل العزّ والحسب |
يرعى المكارم منه وارث شرفا |
|
بتاج والده في النّاس معتصب |
وفي بضه مثرى (٢) آل العموديّ ، ولمّا سألتهم عن عددهم بها .. أجابوا بأنّهم لا يقلّون عن خمس مئة رام ، يحملون الموازر الألمانيّة ، لم يفرّطوا فيها ، بخلاف آل حضرموت ؛ فقد باعوا في أيّام المجاعة ما اشتروه بالألف الرّوبيّة منها بأقلّ من المئة ، أقرّ الله عيون العروبة باجتماعهم واتّحادهم.
ولقد أعجبني ما عليه أكثرهم من الوسام وبسطة الأجسام ، حتّى قلت أصف الشّيخ عبد الله بن صالح وإيّاهم في رحلتي الّتي نظمتها في سنة (١٣٦٠ ه) [من الطّويل] :
وذكّرني في قومه العرب الألى |
|
وساما وأجساما وبوعا وأذرعا |
ومن مناصبهم أو سلاطينهم في القرن التّاسع : الشّيخ عبد الله بن عثمان بن سعيد العموديّ ؛ فلقد استولى سنة (٨٣٧ ه) على الوادي الأيمن كلّه (٣).
ومنهم في القرن العاشر : الشّيخ عثمان بن أحمد العموديّ (٤) ، ممدوح الشّيخ عمر بامخرمة ، بمثل قوله :
يا عوض قل لمن كفّه غياث المساكين |
|
قل لعثمان وافي الذّرع شمس البراهين |
__________________
(١) الأبيات من البسيط.
(٢) مثرى : مكان كثرة.
(٣) ثمّ استعاده منهم آل فارس في السّنة الّتي تليها.
(٤) ترجم له باوزير في «الصّفحات» (١٤٩ ـ ١٦٠).