وهزم العموديّين ، ولكنّهم أعادوا الكرّة عليه فهزموه وأخذوا مدفعه ، وانحدروا به إلى بضه حيث يوجد بها إلى اليوم.
وفي سنة (٩٧٠ ه) كانت غارة الجرادف من أصحاب العموديّ ، ونهبوا بيت السّيّد محمّد بن عبد الله عيديد (١). وقد مرّ ذكر الجرادف في غياض الشّحر. وأخبار آل العموديّ كثيرة ، وقد سقنا ما وجدنا ب «الأصل».
وفي بضه كريف (٢) كبير يجتمع فيه ماء السّيل فيكفيهم تسعة أشهر أو أكثر ، أظنّه من عمارة السّلطان عامر بن عبد الوهّاب صاحب اليمن وعدن ، ولكنّي لم أره في مآثره ، لكنّ الشّائع بين آل العموديّ ـ من قديم الزّمان إلى الآن ـ أنّ أوّل عمارة له كانت على يد سيّد من تريم ، فتعيّن أنّه باساكوته (٣) ؛ لأنّه الّذي عمر جامع تريم ، وضمير ثبي ، وكريف قيدون ، على نفقة السّلطان عامر بن عبد الوهّاب صاحب اليمن وعدن ، وإن لم يوجد ذكره بين مآثره في «النّور السّافر» وغيره من المظانّ الّتي بين يديّ.
ثمّ حصل فيه خلل فعمره الشّيخ عبد الله بن صالح العموديّ منصب بضه ، ثمّ عمّره الشّيخ عبد القادر باياسين ساكن بضه ، ثمّ أوصى له السّيّد عليّ بن جعفر بن محمّد العطّاس بما يعمره فعمره إخوانه ، ثمّ عمره أولاد الشّيخين عبد الرّحمن وسعيد ابني عبد الله بن صالح.
وكان سريع التّغيّر ؛ لأنّه قريب من النّخل ، فكانت عروقه تنفذ إليه فتفسده.
وفي شرقيّ بضه مقبرة الشّيخ معروف باجمّال (٤) ، المتوفّى بها في منفاه من بدر
__________________
(١) وكان ذلك ليلة السبت (١٦) ذي الحجّة ، من تلك السّنة.
(٢) الكريف : هو حوض كبير جدّا ، تخزّن فيه كميّات من المياه لسقي أهل البلدة وانتفاعهم به ، وعليه يعتمدون في الشّرب والطّبخ وغير ذلك ، يجمع من مياه الأمطار والسّيول.
(٣) باساكوته : هو السّيّد الشّريف حسن بن أحمد مسرفة ابن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن علويّ عمّ الفقيه.
والمقصود والمراد هنا : هو حفيده : محمّد بن أحمد بن حسن ، المتوفّى بعدن سنة (٩٥٣ ه) ، صاحب الهمّة العليّة ، والشّيم الزّكيّة ، كان سخيّا كريما ، ترجمته في «المشرع» ، و «السّناء».
(٤) وتعرف هذه المقبرة باسم : (ظرفون).