أمّا جانب وادي الأيمن الشّرقيّ : فأوّله رباط باعشن (١).
وآل باعشن : بيت علم ، ومغرس فضل ، ومنبت صلاح منهم : الشّيخ الكبير أحمد بن عبد القادر باعشن (٢) ، كان من أقران السّيّد عمر بن عبد الرّحمن العطّاس ، أخذ هو وإيّاه عن جملة من المشايخ ، منهم :
الشّيخ عمر بن عيسى باركوة ، السّمرقنديّ ثمّ المغربيّ ، الآتي ذكره في بلد الغرفة ؛ لأنّه مات بها.
وقد أخذ عن الشّيخ أحمد بن عبد القادر هذا جماعة من الأكابر ، منهم :
١ ـ السّيّد عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عبد الرّحمن المعلّم باعلويّ ، الشّهير جدّه عبد الله بوطب بن محمد المنفّر ، جاء في ترجمته من «المشرع» (ج ٢ ص ١٢٦) : (رحل إلى الواديين المشهورين : وادي دوعن ووادي عمد ، وأخذ بهما عن علماء أكابر وذوي محابر ومفاخر ، منهم : الشّيخّ العارف أحمد بن عبد القادر الشّهير بباعشن ، وجماعة من العموديّين). توفّي السّيّد عبد الرّحمن بن إبراهيم المذكور سنة (١٠٥٧ ه)
٢ ـ وقال في (ج ٢ ص ٢٣٣) في ترجمة السّيّد عليّ بن عمر بن عليّ بن محمّد
__________________
(١) يحسن أن نلخّص هنا بعض ما ورد في «الشّامل» من ذكر بعض المواضع الواقعة بين القرحة والرّباط ممّا لم يذكره المصنّف هنا. فبالقرب من القرحة : قرية الباقحوم ، وآل القحوم أو باقحوم من آل العموديّ ، يسكنون هذه القرية فنسبت إليهم ، وسيأتي ذكرهم في قرن ماجد ؛ لإمارتهم لها.
ثمّ يأتي في الجانب الشّرقيّ قبل الرّباط : حصن الباصمّ ، فيه الباصمّ ـ بفتح الصّاد وتشديد الميم ـ وهم من نوّح.
(٢) الشّيخ أحمد بن عبد القادر باعشن ، ترجم له المحبّي في «خلاصة الأثر» وقال فيه : (الشّيخ أحمد بن عبد القادر بن عمر الدوعنيّ الحضرميّ ، خلاصة الخلّان ، مأمن المخلصين ، وصفوة الصّفوة من الصّوفيّة المحقّقين ، وزبدة الزّبدة من أهل التّمكين ، إمام أهل العرفان في عصره ، وشيخ الأولياء في قطره ، كان له في علم التّحقيق المشرب الصّفيّ ، والمقام الأكمل الوفيّ ، ورزقه الله تعالى حسن العبارة ، فكان يتكلّم بالفتوحات الإلهيّة ، وكانت السّادة آل باعلويّ مع جلالتهم تخضع له ، وتأخذ عنه ، وتتبرّك به ، ولازمه منهم أئمّة عارفون ، وبه تخرّجوا ، وببركة علومه انتفعوا) اه (١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨).