حسن بن محمّد ـ صاحب الغيل ـ ابن محمّد بن جعفر ـ صاحب صبيخ ـ ، تاجر صدق ، وغزير إحسان ، وحليف وفاء ، وأبيض قلب ، ونقيّ جيب ، يكرم الضّيف ، ويحمل الكلّ ، ويكسب المعدوم ، ويعين على نوائب الحقّ ، وله جملة أولاد ، منهم : حسين أقام يطلب العلم عندنا مدّة ليست بالقصيرة ، له طبع كريم ، وخلق دمث ، وتواضع كثير ، و: حسن ، له أدب وظرف ، ونيقة (١) وشهامة.
وبالرّباط أيضا جماعة من آل الحامد ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم ، منهم : السّيّد محمّد بن أحمد الحامد ، له ولد نبيه ، يقال له : سالم ، طيّب الأخلاق ، أظنّه بمكّة المشرّفة الآن.
ومن أهل الرّباط : آل بلّاذن ، نجعوا إليها من مرخة ؛ منهم اليوم : محمّد بن عوض بلّاذن ، له أعمال كبيرة بالحجاز ، وتجارة واسعة ، ومساع مشكورة ، ومحاسن مشهورة ؛ فكم كشف عن منكوبي حضرموت من غمم ، وطوّق أعناق الكرام بالنّعم ، وما أحسن قول الإمام الغالب كرّم الله وجهه : يا كميل ؛ مر أهلك بالمكارم ، ويغدوا في حاجة من هو نائم ؛ فو الّذي وسع سمعه الأصوات .. ما من أحد يودع قلبا سرورا .. إلّا خلق الله من ذلك السّرور لطفا ، حتّى إذا نزلت به نازلة ، أو نابته نائبة .. كان ذلك السّرور أسرع إليها من الماء في انحداره حتّى يطردها كما تطرد الغريبة من الإبل عن الحوض. أو ما يقرب منه.
وإنّ هذا المحسن النّبيل ليجري بالخطا الواسعة في هذا السّبيل أدامه الله عليه ؛ ليبقى من ظلّ الإحسان في حرز حريز ، ومن ذرى المجد في مقام عزيز. وله أخ اسمه عبد الله (٢) ، يساعده على إغاثة الملهوف ، واصطناع المعروف ، وكسب المعدوم ، وإعانة المنكوب ، فشكر الله سعيهما ، وأدام رعيهما. آمين (٣).
__________________
(١) النّيقة : المعرفة ، والمبالغة في تجويد الأمور.
(٢) توفي بالمدينة المنورة سنة (١٤٢٢ ه).
(٣) وآل بن لادن هؤلاء رحلوا إلى الحجاز ، وصار لهم صيت ذائع ، والشيخ المكرم محمد بن عوض بن لادن توفي رحمه الله في حادث طائرة عام (١٣٨٦ ه) ، ولحذقه في فن البناء والعمارة فإن الحكومة السعودية أو عزت إليه القيام بمهام جليلة ، وأعظم منقبة وأجل عمل قام به هو خدمة الحرمين