ويذكر أخوه الحسين (١) بجود غزير ، وفضل كبير ، يأتي فيه بحقّ قول الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» ٢ / ٨ من البسيط] :
لو أنّ عين أبيه اليوم ناظرة |
|
تعجّب الأصل ممّا أثمر الطّرف |
ومن الأسف أن تستأثر جاوة بأمثالهم ، لكنّ الأمر كما قال حافظ [في «ديوانه» ١ / ٢٦٩ من البسيط] :
كم غادة في ظلام اللّيل باكية |
|
على أليف لها يهوي به الطّلب |
لو لا طلاب العلا لم يبتغوا بدلا |
|
من طيب ريّاك لكنّ العلا تعب |
وفي قيدون جماعة من ذرّيّة السّيّد عمر بن علويّ بن محمّد بن أحمد الحدّاد (٢) ، أخي القطب الحدّاد ، منهم :
الصّالح الفاضل السّيّد عبد الله بن طه بن عبد الله (٣) ، له أحوال غريبة ، ودعاء مستجاب ، يأخذه عند ذكر الموت حال عظيم يخرجه عن حسّه ويذهب به هائما على وجهه.
وعلى قريب من حاله كان ولده الدّاعي إلى الله محمّد ، المتوفّى بسيئون في أوائل سنة (١٣٢٤ ه).
وكان عيشه على قدم التّوكّل ، ولا تخلو عصمته عن أربع زوجات ، وله نوادر ، منها :
أنّه تعشّى عند أمّه في حوطة آل أحمد بن زين ، فقال : أريد السّمر عند بعض الإخوان.
فقالت : خذ مفتاح الدّار معك ؛ حتّى لا توقظني بقرع الباب.
__________________
(١) ولد السيد الحسين بن محمد بقيدون ، وتوفي في جاوة ، كان شهما أبيا محسنا اشتهر بالكرم وبذل الموجود ، على صفاء طوية وحسن نية.
(٢) توفي بتريم سنة (١١١٢ ه) ، وله ذرية كثيرة بسيئون والحوطة ودوعن والهند وجاوة ، وفي بيحان وأرض الرّصّاص وغيرها.
(٣) ولد بحاوي الحوطة ، وتوفي بها سنة (١٢٩٤ ه) ، أفرده بالترجمة حفيده العلامة علوي بن طاهر ، وهي ترجمة مفيدة ، تسمى : «نور الأبصار» ، ويلقب الحبيب عبد الله هذا بالهدار ؛ لكثرة هديره بالذكر.