وبعد ارتفاع أصحاب ابن قملا عن حوره .. استولى عليها عمر بن جعفر بن صالح بن مطلق ، من آل عمر بن جعفر آل عمد ، ثمّ ولده جعفر ، ثمّ ولده صالح ، ثمّ ولده مقبل بن صالح.
ثمّ أخذ القعيطيّ يسايسهم حتّى أدخلوه إليها ، وبقي نائبه هو وإيّاهم بحصنها ، يديرون أمرها معا ، حتّى استولى القعيطيّ على شبام ، فعندئذ قال نائبه بحوره لصالح بن مقبل : لا مقام لك بعد اليوم ، فإن شئت الخروج بالأمان ، وإلّا .. ناجزتك. فخرج إلى النّقعة عند المشايخ آل باوزير ، فأوصلوه ومن معه إلى العجلانيّة حيث يقيم بها أعقابه إلى اليوم.
وكان استيلاء القعيطيّ على حوره كلّها في سنة (١٢٧٢ ه) (١) ، وكانت هي وشبام أحبّ بلاده إليه ، وقد خصّهما الأمير الحاجّ عمر بن عوض القعيطيّ ـ وكذلك ابنه السّلطان عوض بن عمر ـ بحصّة وافرة من البرّ والإحسان في وصيّتهما ، وقد أوردنا وصيّة الأوّل ب «الأصل» ، وأمّا وصيّة الثّاني .. فإنّها مطبوعة منشورة ، وهي مع ذلك لا تخرج عن معنى وصيّة أبيه (٢).
ثمّ رأيت معاهدة بين السّلطان أحمد بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عمر عنه وعن أولاده والّسّلطان مقبل بن صالح بن مطلق بن جعفر بن عمر عنه وعن أولاده من جهة ، ومن الأخرى الجمعدار محمّد بن عمر بن عوض القعيطيّ بتاريخ صفر من سنة (١٢٧٢ ه).
وفيها : أنّهم تناصفوا في بلد حوره ومصنعتها وجميع ما يتعلّق بها .. فلأحمد ومقبل ناصفة ، ولمحمّد بن عمر ناصفة في الحصن والبلاد والمراتب وكلّ ما يعتادونه في البلاد وخليانها وسدبة.
__________________
(١) «العدة المفيدة» (٢ / ١٥٩) ، وفيه : أن مقبل بن صالح وأحمد بن جعفر باعوا حوره بدراهم إلى نائب الجمعدار عمر بن عوض القعيطي مع الرضا من بعض نهد ، وذلك في (٢٦) رجب (١٢٧٢ ه).
(٢) والوصيتان بعضهما في كتاب «حياة السيد الزعيم» للسيد حامد المحضار ، وكتاب «تأملات عن تاريخ حضرموت» للسلطان غالب الثاني (١٢٣ ـ ١٢٩).