يا العرض عربن لي ومدّ القاديه |
|
والّا دخلنا لك بدحنات الرّجال |
تمسي بك الفتنه وتصبح غاديه |
|
مثل المسقّي في المطيره ما يزال |
فأجابه عمرو بقوله :
العرض عاصي ما يمدّ القاديه |
|
قل للحكم نعطيك شنطوب الجبال |
ما انته من القوم القروم العاديه |
|
إبليس غوّز لك ويفحس لك حبال |
وفي عرض آل مخاشن كانت روضتهم الّتي يقول فيها الأخطل [في «ديوانه» بنحوه ٢٨٣ من الطويل] :
لها مربع بالرّوض روض مخلّق |
|
ومنزلة لم يبق إلّا طلولها |
وقد حصل ب «الأصل» انتقال فكر ، فذكرنا هذه الرّوضة في منوب ، وإنّما الّتي فيها روضة هطيف .. فهي ممّا يستدرك من رياض العرب على ياقوت.
ومن أيّام العرب : يوم مخاشن ، وفيه يقول جرير [في «ديوانه» ٣٨١ من الكامل]
لو أنّ جمعهم غداة مخاشن |
|
يرمى به جبل لكاد يزول (١) |
وكان عمرو بن معديكرب يقيم بالكسر كثيرا ، وذلك لا ينافي قول الهمدانيّ في «الصّفة» : (إنّ له بتثليث حصنا ونخلا) اه ؛ لأنّه كان كثير التّنقّل والغزو على عادة العرب ، وكانت المواصلات كثيرة ـ وسيأتي قبيل هينن قرب تثليث ـ ولا سيّما بمراحل الأقدمين.
وعمرو بن معديكرب فارس اليمن ، وهو القائل : (لو سرت بظعينة وحدي على مياه معدّ كلّها .. ما خفت أن أغلب عليها ، ما لم يلقني حرّاها أو عبداها) ؛ يعني بالحرّين : عامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب ، والعبدين : السّليك وأسود بني عبس. وبه ضرب أبو تمّام المثل في قوله [في «ديوانه» ١ / ٣٦٨ من الكامل] :
إقدام عمرو في سماحة حاتم |
|
في حلم أحنف في ذكاء إياس |
__________________
(١) في «الديوان» : (حضن) بدل (جبل). والحضن : اسم جبل بالعالية.