ومن نيران العرب : نار الحرتين ، قالوا : كانت في بلاد عبس إذا كان اللّيل .. سطعت نارا ، ومتى جاء النّهار .. ارتفعت دخانا ، وربّما خرج منها عنق فأحرق من يمرّ بها ، فحفر لها خالد بن سنان ودفنها ، فكانت معجزة له.
وقال ابن قتيبة : كانت نار بأشواف اليمن ، لها سدنة ، إذا تفاقم الأمر بين القوم فحلف بها .. انقطع بينهم ، وكان اسمها الهولة ، ويقال لها أيضا : هولة.
قال الكميت [من الطّويل] :
هم خوّفونا بالعمى هوّة الرّدى |
|
كما شبّ نار الحالفين المهوّل |
وقال أوس بن حجر [من الطّويل] :
إذا استقبلته الشّمس صدّ بوجهه |
|
كما صدّ عن نار المهوّل حالف |
وكان السّادن عندما يأتي الحالف .. يضع فيها الكبريت والملح فتتنغّص ، فيقول : لقد تهدّدتك ، فإن كان مريبا .. نكل ، وإن كان بريئا .. حلف ومثله عن ابن قتيبة أيضا في [٧ / ١٥٢] من «خزانة الأدب».
ومن قرى الكسر : (حرّة العين) لآل البقريّ (١) ، أهل شهامة ومروءة ، لهم ثروة بجاوة.
__________________
ثم غلب عليها اسم جبلها. وهي مركز علمي مشهور ، اتخذها الإمام الحسن بن الإمام القاسم بن محمد مقرا لإمارته ، وتوفي بها سنة (١٠٤٨ ه) ، ثم اتخذها عمه الإمام المتوكل إسماعيل بن الإمام القاسم عاصمة ملكه ، وتوفي بها سنة (١٠٨٧ ه) ، والمدينة القديمة هذه كانت قائمة على جبل بركاني ، ثم تعرضت لكثير من الزلازل والهزات الأرضية ، آخرها زلزال سنة (١٩٨٢ م) الذي دمّرها بالكامل وجعلها أثرا بعد عين. ثم أقامت الحكومة بلدة أخرى تحمل نفس الاسم في منطقة بكيل بجوار بلدة البستان «المقحفي» (١ / ٩٥٠ ـ ٩٥١).
وأما ضروان ـ بضاد معجمة فراء محركتين ـ فهي قرية وواد في بني مكرّم من مديرية همدان صنعاء ، تقع بجوار جبل حنين إلى الشمال الغربي من صنعاء بمسافة (٢٥ كم) ، سميت نسبة إلى ضروان بن الرحبة بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ، ويعرف واديها بوادي سليمان.
(١) آل البقري فخيذة من نهد ، ومن ديارهم : الحرة المذكورة ، وحوره.