عيدروس (١) قاضي تريم ، ثمّ أولاده ، وهم خمسة : أحمد ، وحسين ، وإبراهيم ، وسالم ، وعمر.
وخلفهم الحبيب محمّد بن إبراهيم ، المتوفّى بتريم سنة (١٣٠٧ ه) ، وهو رجل عظيم الشّأن ، وكثيرا ما يذكره شيخنا العلّامة أبو بكر بن عبد الرّحمن بن شهاب ويثني عليه ثناء جمّا ، وله ذكر في بعض قصائده ، وقد أخذ لي الوالد عنه الإجازة في مؤلّفات أجداده.
وخلفه ولده الحسن بن محمّد (٢) ، كان رجلا صالحا ، أبيض القلب ، مشبوح الذّراع ، معمور الفناء (٣) ، توفّي بالقعدة من سنة (١٣٤٥ ه) ، وكان له ولده الشّهم عليّ ، توفّي قبله في رمضان من تلك السّنة ، فأوصى بنصيبه لأولاده ، ومنهم : قرّة العين ، الولد عبد الرّحمن بن عليّ بلفقيه. وما اشتدّ حزني على أحد مات بتريم ـ بعد مشايخي فيها ـ مثله على السّيّد الجليل عمر بن عيدروس ، والأخ الفاضل عبد الله بن عمر الشّاطريّ ، والشّهم الأريحيّ الحسن بن عبد الله الكاف ، المتوفّى سنة (١٣٤٦ ه).
فقدتهم مثل فقد العين ناظرها |
|
يبكى عليها بها يا طول ذاك بكا (٤) |
ثمّ تجدّدت الأحزان لفقد الأخ عليّ بن حسن المذكور.
فقدناه فقدان الشّباب وليتنا |
|
فديناه من شبّاننا بألوف (٥) |
__________________
متفننا ، وله مصنفات عديدة. انظر ترجمته في : «شرح العينية» ، و «بهجة الفؤاد» ، «مناقب آل بلفقيه»
(١) توفي بتريم سنة (١١٨٨ ه).
(٢) له مناقب حسنة وسيرة مستحسنة ، ينظر للتوسع : «تاج الأعراس» ، «تحفة المستفيد» ، «شمس الظهيرة» ، وغيرها.
(٣) الفناء : ساحة الدّار ، والتعبير بعمار الفناء : كناية عن الكرم وكثرة الزّوّار.
(٤) البيت من البسيط ، وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (٢ / ١٠٦).
(٥) البيت من الطّويل.