إلّا أنه سلّى عن مصابه نجابة ولده عبد الرحمن المذكور ، وقيامه بمثل ما قام أبوه.
وإن يلحق أباه علا ومجدا |
|
فهذي النّار من تلك الذّبال (١) |
ومنهم : الأخ زين بن حسن بن محمّد بلفقيه (٢) ، حسن المحاضرة ، مليح المحاورة ، جميل الشّارة ، لطيف الإشارة. وقد ورد السّواحل الإفريقيّة سنة (١٣٦٤ ه) وكان له بها جاه أكبر ممّا يؤمّل ، وانطلقت لسانه فيها بالوعظ والتّذكير ، وكان له هناك جاه كبير. ويقال : إنّه انتفع به خلق كثير.
ومن قرى الكسر : العدان ، وهو في شرقيّ قعوضة ، كان السّكن العامّ لآل عامر الروضانيّين أجمعين ، ثمّ تفرّقوا في قرى الكسر ، واختطّ بعضهم المنازل ، ويحكى أنّ الشّيخ سعدا السّوينيّ أشار بفراسته إلى بعض أحوالهم من قصيدة يقول فيها :
بين آل عامر كلّ يوم بلوى |
|
حول العدان منّه وعلوى |
وقد جاء ذكر العدان في شعر عمران بن حطّان ، حيث يقول [من الوافر] :
نزلنا في بني سعد بن زيد |
|
وفي عكّ وعامر عوبثان |
وفي لخم وفي أدد بن عمرو |
|
وفي بكر وحيّ ابن العدان |
وما أدري ، أهو هذا كما يتوهّم من ذكر عوبثان ، أم غيره؟ كلّ محتمل.
وكان عمران كثير التّنقّل في القبائل بعد ما أطرده الحجّاج.
وقال يزيد بن الصعق [من الوافر] :
جلبنا الخيل من تثليث حتّى |
|
وردن على أوارة فالعدان |
ومنها العادية : لآل عيفان.
__________________
(١) البيت من الوافر وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (٢ / ١٧٧).
(٢) ولد السيد زين بن حسن بتريم سنة (١٣٠٦ ه) ، وتوفي سنة (١٣٨٤ ه) ، كان عالما فقيها ، أديبا شاعرا جوّالا ، له مدائح في عدد من شيوخه ، ولا سيما الحبيب عمر بن سميط. ينظر : «رحلة تلبية الصوت» للحبيب عمر بن سميط.