سيئون ، ولمّا زالوا .. سكن بنخر عمرو ، قبلي شبام ، ثمّ سار إلى هينن وطرد آل طاهر بن راجح فلجؤوا إلى مصنعة خربة باكرمان في وادي عمد ، وهي مصنعة ، منيعة لا تزال معهم إلى الآن.
ثم إنّ آل سدبة اشتكوا إليه من ظلم البكريّ ، فحاربه ، واستولى على سدبة وذهب البكريّ إلى عندل ، ولا تزال مصنعتها بأيديهم إلى الآن ، ولكنّهم لا يسكنونها ولا يأتون عندل إلا وقت حصاد زروعهم ، وثمار أموالهم بها ، وإنّما يسكنون بالقطن ، وقد مرّ قبيل القطن أنّ آل البكريّ وبني أرض ليسوا من يافع ، وإنّما هم من قبائل الرصّاص. اه
وقوله : (إنّه طرد آل طاهر بن راجح بعد جلائه من سيئون) .. لا يتّفق مع ما سبق قبيل قعوضه : أنّ آل طاهر بن راجح خلّفوا آل كثير على هينن ، وأنّ يافعا طردتهم سنة (١١٤٣ ه) ؛ لأنّ جلاء يافع عن سيئون إنّما كان سنة (١٢٦٤ ه) ، والتّعدّد بعيد ، وكلام الحبيب عليّ بن حسن هو الأثبت ؛ لأنّ ما يتلقّى من الأفواه يزيد وينقص.
ومن الجهاورة : جابر بن قاسم بن صالح الجهوريّ ، كان من رماة الحدق ، متفوّقا في الرّماية ، يضرب به المثل فيها ، حتّى إنّه ليضع البيضة على رأس عبده ثمّ يطلق الرّصاص عليها من بعد .. فلا يخطىء المكان الّذي يرسمه منها.
وسمعت سيّدي العلّامة حسين بن محمّد الحبشيّ يخبر والدي بنظير ذلك عن بعض العلويّين بالمدينة ، حتّى لقد عزم أحد الأشراف على تأديبهم لأمر جرى منهم ، فخيّم بعسكره في العريض ، ولمّا تناول فنجان القهوة .. قال العلويّ لأصحابه : سأرميه ، قالوا : لا تصيب الشّريف فتعرّضنا للبلاء ، فقال لهم : لا تخافوا ، ثمّ التقط الفنجان ببندقيّته من بين أصابع الشّريف من غير أن يمسّها بسوء ، فأكبر الشّريف هذه المروءة والمهارة ، فانصرف بالقوم.
أمّا قول يحيى : (مسكني حصن الدّويل) .. فمحتمل لأن يكون المراد حصن سيئون أو حصن شبام ؛ إذ كلّ منهما يقال له : حصن الدّويل.