ومن قرى القطن : حصن المداشلة.
وحوطة النّور ، للسّيّد الجليل محمّد بن سقّاف ابن الشّيخ أبي بكر (١) ، وهي عبارة عن دار ومسجد ، وبساتين نخل له هناك ، وقد ألّف بشأنها رسالة سمّاها : «جالب السّرور في تاريخ حوطة النّور» ، وخلفه عليها ولده عبد الله ، وهو رجل شهم غيور ، وله أولاد مباركون.
وفي شرقيّ حوطة النّور بوادي الحبظ ديار آل بالحامض ، لا يزال بها منهم اليوم نحو الأربعين رجلا وهم من نهد.
ومن قرى القطن ديار آل أحمد ، ومنهم : صاحبنا الشّيخ صلاح أحمد الأحمديّ ، رجل كريم ، شريف النّفس ، طويل القامة ، جميل الصّورة ، فاضل الأخلاق ، قويّ العارضة ، له شعر جزل بالطّريقة الدّارجة حتّى إنّ بعضهم ليتّهم ـ كما سيأتي في عرض مسرور ـ أنّه هو الفرزدق الشّاعر المجهول الّذي دوّخ الهند بأهاجيه ، وملأ البلاد دويّا وضجيجا ، وهو الآن يخنق المئة ، ممتّعا بالعقل والحواسّ ، لا حرمنا الله لقاءه في خير ؛ فإنّي كثير الحنين إلى مثله من قدامى الأصحاب والمعارف ، كما قال أبو الطّيّب [في العكبريّ ٤ / ٢٨٤ من الطّويل] :
خلقت ألوفا لو رددت إلى الصّبا |
|
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا |
وهو من أصحاب شيخنا العلّامة ابن شهاب ، المختصّين به (٢).
والعنين (٣) ، وهو من قدامى بلاد القطن.
__________________
(١) هو الحبيب الفاضل الصالح المؤرخ محمد بن سقاف بن أبي بكر بن أحمد بن سالم بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن سالم بن أحمد بن الحسين ابن الشيخ أبي بكر. مولده بعينات في حدود (١٢٧٧ ه) ، ووفاته بالمكلا في حدود (١٣٥٠ ه) ، له مؤلفات ممتعة عجيبة مفيدة.
(٢) توفي صلاح الأحمدي بالهند حيدرآباد سنة (١٣٧٤ ه) ، عن (١٠٦) سنوات ، وآل الأحمدي من بطون يافع ، ومقرهم جبل لبعوس ، كان الشيخ صلاح شاعرا كبيرا ، وكان له صوت في نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في حضرموت من مقر إقامته بحيدر آباد.
ينظر كتاب السيد حامد المحضار «حياة السيد الزعيم».
(٣) ويسكن العنين جماعة من آل بامطرف ، وآل حسّان الذين نزح جماعة منهم إلى شبام وتوطنوها ،