وفي شرقيّ حويلة : مصنعة آل سالم بن عليّ وآل عبد الله بن عليّ. وفي جانبه الشّرقيّ : حصون آل الشّيخ أحمد بن عليّ أيضا ، ولا تزال بينهم خماشات ؛ وأمّا آل سالم بن حسين بن يحيى بن هرهرة .. فكانت ديارهم في وسط سيئون ، وكانت لهم رئاسة شهارة بسيئون والسّوق ، وكان سكن رئيسهم ـ بل رئيس آل الظّبي بسيئون : الشّيخ صالح بن سالم الشّرفيّ ـ : حصن الدّويل بسيئون ، ولمّا زالوا عنها .. انتقلوا أوّلا ، ثمّ ابتنوا لهم حصونا (١) بالقطن ، بين آل الفضليّ وآل المصلّي ، وما بها منهم الآن غير الأطفال والنساء ، وأمّا الرّجال ف (بجاوة).
وآل الشّيخ عليّ كلّهم مساعير حرب (٢) ، وأباة ذلّ ، وحماة حقائق ، ينطبق على جدّهم قول أبي تمّام [في «ديوانه» : ١ / ٢٢٩ من الكامل] :
أكفاءهم تلد الرّجال وإنّما |
|
ولد الحتوف أساودا وأسودا |
وهذا البيت من البدائع ، وقد تحرّش به الرّضيّ فيما يأتي عنه في حصن العزّ ولهم أخبار كثيرة في «الأصل».
وكان بينهم وبين جدّنا العلّامة الإمام محسن عداء وسوء تفاهم (٣) ، أراد الماس عمر مولى القعيطيّ بدهائه ـ الّذي تتمزّق به سحب المشكلات ـ أن يزيله .. فلم يقدر ، ولو نجح .. لما قامت لآل كثير قائمة قطّ.
وعدد آل الشّيخ عليّ هؤلاء لا يزال قليلا ، لكنّهم كما قال أبو تمّام من القصيدة الأخرى [في «ديوانه» : ١ / ٢٤٤ من البسيط] :
فلّوا ولكنّهم طابوا فأنجدهم |
|
جيش من الصّبر لا يحصى له عدد (٤) |
__________________
(١) كان زوالهم من سيئون ونواحيها في ربيع الأول عام (١٢٦٩ ه) «العدة» (٢ / ١٠٣).
(٢) مساعير ـ جمع مسعر ـ وهو : الّذي تحرّك به النّار. ومسعار حرب : كناية عن الشّجاع الّذي يؤجّج نار الحرب.
(٣) بدأ الخلاف من سنة (١٢٦٤ ه) «العدة» (١ / ٤٣٩ ـ ٤٤٢ ـ ٤٥١).
(٤) فلّوا : هربوا ، وليس المقصود هنا هروبهم حقيقة ، بل المقصود أنّهم انهزموا قليلا بحيث لو كان هذا الانهزام بغيرهم فلّ وهرب ، ولكنهم طابت أنفسهم بالموت ، وصبّروا أنفسهم .. فربحوا.