ضحك عليهم قد حشمتوهم |
|
وسرحوا بالبرود |
وقد اختلف في هذا الشّاعر ؛ فقيل : إنّه العلّامة ابن شهاب ، وقيل : إنّه الأمير حسين بن عبد الله القعيطيّ ، وقيل : إنّه الشّيخ صلاح أحمد لحمديّ ، وقيل : إنّه عبد القويّ بن سعيد بن عليّ الحاج.
وأمّا آل أحمد بن عليّ (١) : فيرأسهم الشّيخ عليّ بن أحمد ، صاحب الدّار الّتي بجانب سدّة سيئون القبليّة ، وكان موجودا في سنة (١٣٢٨ ه) ، ثمّ أصابته رصاصة غرب من آل سالم بن عليّ ، كان فيها حتفه.
واتفّق أن كان عندهم يوم قتله رجل شرّير من آل عليّ جابر يثير لأصحابه الفتن ، فزعم أنّ قتله وهو عندهم يخفر ذمّته ؛ فأشار الشّيخ يحيى بن عبد الحميد بقتله ، وكان له ابن غائب ، فقدم حتّى ختل يوما عبد الله بن عبد الحميد فأطلق عليه الرّصاص مع خروجه لصلاة الصّبح ، ولكنّ آل عليّ جابر قتلوه في الحال ، وما شيّعوهما إلّا معا.
ولعبد الله بن عبد الحميد هذا شذوذ ، حتّى إنّه نزل مرة على الشّيخ محمّد بن عليّ بن عبود في باندوم ، ولمّا شرعوا في راتب الحدّاد .. قال الشيخ عبد الله بن عبد الحميد : هذا بدعة. فقال الشّيخ محمّد بن عليّ : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. إلخ .. بدعة!! وطرده.
والشّيخ عليّ بن أحمد هو والد الشّيخ عبد القادر بن عليّ ، الّذي أقام دهرا طويلا على إمارة شبام بالنّيابة عن السّلطان غالب بن عوض ، وكان حسن الأخلاق موطّأ الأكناف ، محبوبا عند النّاس (٢).
__________________
(١) وهم أصحاب المصنعة المقدم ذكرها.
(٢) آل الشيخ علي هرهرة ، من قبائل يافع العليا ، ينسبون لجدهم الأعلى الشيخ علي هرهرة ، الذي نصب سنة (٩٩٢ ه) ليكون مرشدا دينيا على بلاد يافع ، وخلفه ابنه أحمد ، فصالح ابن أحمد الذي تسلم زمام قيادة قبائل يافع ، وأعلن تغيير اللقب من شيخ إلى سلطان ، واستمر إلى سنة (١١١٧ ه) ، وخلفه ابنه ناصر الذي امتد حكمه إلى الشحر وخلفه أخوه السلطان عمر بن صالح الذي مر ذكر بعض أخباره ورحلته سابقا. ولما مات السلطان عمر .. انقسمت يافع ، ولم تزل زعامة آل هرهرة قائمة إلى عام (١٩٦٧ م) ، وكان آخر السلاطين هو الشيخ فضل بن محمد هرهرة. «المقحفي».