.. يقول باهرمز : تدري من الحرّ اليوم يا عليّ؟ فيقول باهرمز : إنّه محمّد بن زين بن سميط. وخلّف ولدين : أحدهما : عبد الرّحمن ، وقد تزوّج بابنة سيّدنا عليّ بن عبد الله السّقّاف ، وأخذ عنه ، وانتفع به. والثّاني : زين ، وكان من الصّالحين. وأعقبه بها أخوه الفاضل البدل عمر بن زين (١) ، المتوفّى سنة (١٢٠٧ ه) عن تسعين عاما قضاها في الخير ونشر الدّعوة إلى الله ، وكانت سكناه بشبام لمّا توفّي أخوه محمّد ، وترك ـ أعني الحبيب عمر ـ ستّة أولاد ذكورا ، وهم : عليّ وعبد الرّحمن وحسين وأبو بكر وأحمد ومحمّد ، ومن كلامه ـ كما يرويه ابنه العلّامة أحمد بن عمر ـ : أن تسعة أعشار أهل حضرموت كانوا لا يصلّون ، والعشر الّذي يصلّي لا أدري ما صلاته.
قال سيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر : إنّ الحبيب عمر بن زين مكث سبعة عشر عاما لا يضع جنبه على الأرض ؛ اجتهادا في العلم والعبادة ، وكان ولده أحمد بن عمر أكثر من يقرأ عليه الكتب ، وإذا غلبه النّوم .. أعطاه شيئا من اللّوز والزّبيب ؛ ليطرد به النّعاس وينشط للقراءة.
وممّن أثنى عليه العلّامة السّيّد عبد الله بن حسين بن طاهر من آل سميط : الفاضل الجليل عبد الرّحمن بن محمّد بن سميط ، وابنه العبّاد الإمام عليّ بن عبد الرّحمن.
ومنهم : القطب المجدّد الدّاعي إلى الله ابنه أحمد بن عمر بن زين بن سميط (٢) ، لقد كان علم هدى ، ونبراس دجى ، ونور إسلام ، وفرد أعلام ، أردت أن أتمثّل له
__________________
(١) ولد بتريم سنة (١١٢٠ ه) ، حضر عند الإمام الحداد ، ثم انتقل إلى شبام بصحبة أخيه الأكبر الحبيب محمد ، كتب بعض مواعظه ومنثور كلامه الشيخ عبد الله بن عوض باذيب.
(٢) ولد الحبيب أحمد بن عمر بشبام سنة (١١٧٨ ه) ، كان صاحب بصيرة عظيمة ، توفي سنة (١٢٥٧ ه) ، وقد كان القائم بالدعوة في شبام بعد وفاة الحبيب عمر بن زين : الحبيب عبد الرحمن بن محمد بن زين ، المتوفى سنة (١٢٢٣ ه) ، وقد لازمه الحبيب أحمد بن عمر بعد وفاة والده إلى وفاته ، ثم خلفه هو في مقامه.