بما يناسب ، ولكن رأيت مقاما عظيم الشّأن حيّرني ، فلم يحضرني إلّا قول الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» ٢ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ من الرّمل] :
إرث آباء علوا ، فاقتعدوا |
|
عجز المجد ، وأعطوه السّناما |
شغلوا قدما عن النّاس العلا |
|
ورموا عن ثغر المجد الأناما |
لم يعش من عاش مذموما ولا |
|
مات أقوام إذا ماتوا كراما |
يعظم النّاس ، فإن جئنا بكم |
|
كنتم الرّاعين ، والنّاس السّواما |
وهو الّذي اهتمّ بإقامة دولة ل (حضرموت) ، واشتدّ لذلك أسفه ، وتوالى لهفه ، ولئن مات بحسرة على ذلك .. فقد كلّل الله أعماله بالنّجاح في نشر الدّعوة إلى الله ، حتّى انقشعت الجهالة ، واندفعت الضّلالة ، وانتبه الجمّاء من النّوم ، وتقيّل آثاره أراكين القوم ؛ كسادتي : حسن بن صالح البحر ، وجدّي المحسن ، والحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر وغيرهم ، حتّى لقد مرّ بعضهم وإحدى بنات آل همّام بحصن تريم تقول : جاء جبريل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وتكرّر حديث الدّين (١) ، فقال : (ما كان جبريل ليدخل دار آل همّام لو لا أحمد بن عمر). توفّي بشبام سنة (١٢٥٧ ه).
وخلفه على منهاجه العلّامة الجليل ، الصّادع بالحقّ ، النّاطق بالصّدق ، عمر بن محمّد (٢) ابن سميط.
القائل الحقّ فيه ما يضرّ به |
|
والواحد الحالتين السّرّ والعلن (٣) |
فكان يغلظ القول للسّلطان عوض بن عمر وهو إلى جانب منبر شبام في جامعها ،
__________________
(١) هو الحديث الّذي أخرجه مسلم (٨) عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، الّذي يأتي فيه جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والسّاعة.
(٢) الحبيب عمر بن محمد بن عمر بن زين ، ولد بشبام حدود سنة (١٢٠٨ ه) ، تخرج بعمه الإمام أحمد بن عمر ، وخلفه في مقام الدعوة إلى الله والقيام بوظيفة الوعظ والإرشاد ، له مصنفات ورسائل وعدد من المختصرات.
(٣) البيت من البسيط ، وهو لأبي الطيّب المتنبي في «العكبري» (٤ / ٢١٦).