قال : وذكر عمر بن عبد الله باجمّال الشّباميّ : أنّ آل باذيب خرجوا من البصرة إلى حضرموت في أيّام الحجّاج ، وبقيت طائفة منهم بالبصرة ، ولهم حافّة عظيمة بالبصرة ، يقال لها : حافّة الأسد ـ بالسّين ، لغة في الأزد ، بالزّاي ـ ولمّا وصلوا حضرموت .. آواهم أمير شبام وأجلّهم ، وكان فيهم قضاة الدّين وقضاة الدّولة بشبام ، وقد اجتمع منهم في زمن واحد سبعة مفتون ، وقاضيان : شافعيّ وحنفيّ) اه
وهذه فائدة نفيسة ، ونقل عزيز نحتاجه في كثير من المواضع ، ونضرب عليها بنغمات متعدّدة ، وبعيد أن ينتشر فيها الإسلام والمسلمون ثمّ لا يبنى بها جامع إلّا في آخر القرن الثّاني ، هذا ما لا يتمعنى بحال ، لا سيّما وأنّها كانت دار إقامة زياد بن لبيد الصّحابيّ المشهور ، كما في «مفتاح السّعادة والخير» لمؤلّف «القلائد» ، وغيره (١).
وفي سنة (٥٣٢ ه) عمّر مقدّم جامع شبام (٢) ، وجدّد منبره بأمر الملك المنصور الرّسوليّ ، وذلك المنبر هو الّذي يخطب عليه إلى اليوم. وكانت هذه العمارة على يد عبد الرّحمن بن راشد في ولاية نصّار بن جميل السعديّ (٣).
وفي موضع من «صفة جزيرة العرب» لابن الحائك [ص ١٦٩] يقول : (وأمّا شبام : فهي مدينة الجميع الكبيرة ، ويسكنها حضرموت ، وبها ثلاثون مسجدا ، ونصفها خراب ، أخربته كندة ، وهي أوّل بلد حمير ثمّ. وساكن شبام : بنو فهد من حمير) اه
وأقول : أمّا فهد .. فهو ابن القيل بن يعفر بن مرّة بن حضرموت بن أحمد بن قحطان بن العوم بن عبد الله بن محمّد بن فهد بن القيل .. إلى آخر النّسب.
وسيأتي بيت نشوان مع ما يتعلّق به عمّا قليل.
أمّا مسجدهم الباقي بين منازلهم الخاصّة في جانب خبّة شبام الغربيّ المسمّى
__________________
(١) وينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» (٨٧) نقلا عن «البرد النعيم» للخطيب.
(٢) هذه العمارة الأولى القديمة والتي بعدها كانت سنة (٥٣٩ ه) ، كما في «شنبل» (ص ٣٥).
(٣) كانت عمارة الجامع وتجديد المنبر سنة (٦٤٣ ه) ، كما في «شنبل» (ص ٩٢).