ويدخل في السّليل كلّ ما كان من قرى آل كثير وحصونهم ، من الحزم إلى محاذاة سيئون في عروضها الشّماليّة ، بل إلى ما وراء ذلك.
ومن أوائل السليل : فرط قبوسه (١) ، وهو مكان مشهور بكثرة الكنوز الحميريّة المدفونة فيه ، وكان الشّيخ عبد الله معروف باجمال (٢) يجزم بها وبكثرتها جدّا ، وله شعر في ذلك أوردناه في «الأصل» ، وذكرها أيضا غيره.
وقال الهمدانيّ في الجزء الثّامن [ص ١١٨ ـ ١٢١] من «الإكليل» : (ذكر بعض حمير عن أسلافه ، عن كعب الأحبار : أنّه أدرك من لقي من عشيرته سطيحا وخبّره أعقاب من لقي شقّا : أنّهما سئلا عن كثير من أخبار اليمن ، فخبّرا بأحداث كثيرة ، منها : أنّهما قالا : باليمن أربع بقاع مقدسة أو مرحومة ، وأربع محرومة أو مشؤومة ، وثمانية كنوز). ثمّ عدّد جميع ذلك ، وذكر أنّ الثّامن من الكنوز : بالحمراء من حضرموت ، وساق خبرا طويلا قال في آخره : (وهذا حديث مرسل ، لم يقع لنا بإسناد ، فذكرناه على حاله) اه
وأهل حضرموت يسمّون ذلك المكان : فرط الحميرا ، كما جاء في شعر الشّيخ باجمّال ، فهو هو.
ومن وراء قبوسة جنوبا : القارة (٣)
وهي كما قال ابن الحائك الهمدانيّ : (هي قرية عظيمة لهمدان ، وفيها حصن) اه (٤)
__________________
(١) قبوسه : تقع شمالي شبام إلى الغرب ، وفيها بئر قبوسه التي يقال : إنها تعود إلى عهد عاد ، فيقال لها : البئر العادية. وآل قبوس أو بن قبوس : أسرة معروفة ؛ منهم جماعة يسكنون الحوطة ، وجماعة في جعيمه. ولعل هذه المنطقة نسبت إليهم.
(٢) هو ابن الشيخ معروف بن محمد باجّمال السابق ذكره في شبام توفي الشيخ عبد الله بشبام سنة (١٢٩٢ ه) أو بعدها ، وهو شاعر شعبي وأديب بليغ ، له مقامات وأدبيات جميلة. ينظر : «تاريخ الشعراء».
(٣) وتعرف بقارة آل عبد العزيز.
(٤) صفة جزيرة العرب (١٦٩).