وسكّانها من زمان قديم : آل عبد العزيز ، في عداد آل كثير من قبيلة آل عامر.
والسّيّد أحمد بن عبد الله شنبل لا يطلق لفظ الشّنافر إلّا على آل عبد العزيز ، لكنّ الأمر يتردّد بين هؤلاء والعوامر ، فإنّه كما يقال لأهل القارة : آل عبد العزيز ، كذلك يقال للعوامر : آل عبد العزيز.
وقد ذكر لهم في حوادث سنة (٩١٦ ه) أمورا جرت بينهم وبين آل محمّد الكثيريّ في مدوده ، والعوامر أقرب إلى مدوده من أهل القارة ، ويتأكّد ذلك بما سيأتي في تاربه.
ثمّ إنّ قرب القارة من شبام ـ وهما كما مرّ لهمدان ـ يرجّح أنّ سكّانها الآن من آل عبد العزيز هم من أعقاب الهمدانيّين ، كما أنّ آل كثير مصفقون على أنّهم بأسرهم من همدان ، والمؤرّخون متّفقون على أنّهم ـ أعني آل كثير ـ من بني حرام ، وبنو حرام كما قرّره الملك الأشرف من نهد ، فتأكّد أنّ نهد شبام والقارة ومن لفّهم يرجعون إلى نهد همدان ، وأنّ أهل الكسر ومن لفّهم يرجعون إلى نهد قضاعة ، كما يظهر أنّ نهد قضاعة ناقلون إلى حضرموت ، ونهد همدان من أتلاد البلاد.
هذا ما تنصبّ عليه القرائن وتلتئم به أطراف الكلام ويؤكّده الاستصحاب المقلوب (١).
وسيأتي في ريدة الصّيعر ـ آخر الكتاب ـ عن ابن الحائك أنّ فرقة من همدان ، يقال لهم : المحائل ، كانت من كندة ، فلعلّهم أصول آل كثير.
أمّا المهرة والحموم والمناهيل .. فإنّهم وإن كانوا من قضاعة الحميريّين .. فلا يمكننا الجزم بأنّهم من قضاعة دون نصّ صريح ، أو قرائن تتأكّد بها الظّنون.
__________________
(١) الخلاف في نسب آل كثير ، وحاصله :
من يرى أنهم من بني ظنّة ؛ فهم من نسل سبأ بن حمير. ومنهم : الحبيب أحمد بن حسن العطاس ، والأستاذ الشاطري.
ومن يرى أنهم من نهد قضاعة ؛ فمرجعهم في النسب إلى همدان. وهو ما حكاه الهمداني ، والأشرف الرسولي ، والمؤلف.
ينظر : «الأدوار» (٢٣٤) «تاريخ الدولة الكثيرية» ، «المقحفي».