وهم من بني سعد كما سيأتي في الحوطة (١).
وفي أخبار سنة (٨٠٨ ه) : (أنّ آل جميل بنوا قارة الأشباء) ، وكأنّها خربت سريعا ؛ ففي «تاريخ شنبل» : (أنّ محمّد بن عليّ بنى قارة الأشباء في سنة ٨٢٧ ه) (٢).
وفي أخبار سنة (٨٤٠ ه) أنّ الكثيريّ أخرب باهزيل بجهة الغريب والأشباء ، وكانتا تحت يده يومئذ.
فكلّ هذه الأخبار ترجّح أنّها هي هذه القارّة ، ولا يغبّر عليه قول ابن الحائك الهمدانيّ : (ثمّ حوره ، وهي مدينة عظيمة لبني حارثة من كندة ، ثمّ قارة الأشباء ، وهي لكندة) اه (٣).
فإنّه قد يفهم من هذا أنّ قارة الأشباء قريبا من حوره ، ولكن يجاب عنه بشيئين :
أحدهما : أنّ الهمدانيّ في «الصّفة» كثيرا ما يخطىء في مواضع قرى حضرموت وترتيبها ؛ كما فعل في النّجير.
والثّاني : أنّ الأشباء (٤) منتشرون في وسط وادي حضرموت وأسفلها ، وقد قال الهمدانيّ نفسه في العجز ـ وهو أسفل حضرموت ـ : (إنّه مقسوم بين الأشبا وحمير) (٥)
وأخرى وهي الظّاهر : أنّ قرية الأشباء في أيّامه كانت في أيدي أهلها الحضرميّين نسبا ، لا في أيدي كندة.
__________________
(١) في حوادث سنة (٧٧١ ه) ، (ص ١٣٤).
(٢) «شنبل» (ص ١٦٨) ، ومحمد بن علي هو أخو السلطان عبد الله بن علي الآنف الذكر ، تولى بعده ، وكان معوانا لأخيه في فترة حكمه ، وقد أرسله في عام (٨٢٥ ه) إلى الكسر لإخضاع أهلها ، ثم جعله حاكما عليها.
(٣) صفة جزيرة العرب (١٦٨).
(٤) الأشباء والأيزون : كانوا سكان شبوه من بطون حمير ، وقيل ينسبون ل (حضرموت) القبيلة. وتقدم التعريف بالأيزون. والأول هو ما اعتمده الهمداني في الجزء الثاني من «الإكليل» ، ومن فروع الأشباء : آل هزيل ، وآل فهد ، وآل الحارث. «معجم البلدان والقبائل» للحجري ، والمقحفي.
(٥) صفة جزيرة العرب (١٦٩) ، وفي ص (١٩٣) قال : (مخلاف شبوة ، يسكنه الأشباء والأيزون) اه