ثمّ رحابة : وهي لآل عبيد بن مرعيّ. ثمّ : سحيل غانم. ثمّ : التّبيقول ، وفيه حصن الشّيخ سالم بن محمّد بن يمانيّ المثري الشهير ، وقد أخبرني بسبب سفره من حضرموت وبما كان يؤمّله يومئذ.
أمّا سبب سفره .. فقال : مرّ ذات يوم جابريّ في ردائه قيد بعير يقعقع ، فظنّه والدي ريالات ، وكان يهوى الشّرّ لقومه آل مرعيّ بن طالب الأقربين ديارا من آل جابر ، فأطلق عليه الرّصاص ، ثمّ خفّ هو وعمّي عبد الله ، فلمّا أكبّ الثّاني عليه ليطعنه وفيه رمق .. استلّ خنجره ومكّنه من ثغرة عمي ، وفاضت روحاهما معا ، ولمّا عرف أبي أنّ الّذي طمع فيه إنّما هو قيد بعير لم يحصل عليه إلّا بثمن غال وهو أخوه .. ندم ، فضاقت بي الدّنيا ، وسافرت وأنا أتمنّى من الله أن أحصل في كلّ شهر على ثلاثين ريالا ، فانثالت عليه الأموال ونمت كما ينمو الدّود حتّى لقد بلغ إيراده الشّهريّ من أجور عقاره بجاوة وسنغافورة ومصر ما يقارب ستّين ألف ريال.
وقد أخرج أبو نعيم في «الحلية» [٣ / ١٨٨] : (أن قلّ يوم إلّا كان عمر بن الخطّاب يتمثّل بهذا [من الطويل] :
وبالغ أمر كان يأمل دونه |
|
ومختلج من دون ما كان يأمل) اه |
وهذا البيت منطبق برمّته على الشّيخ سالم ، أمّا صدره .. فممّا تقدّم ، وأمّا عجزه .. فقد عاش بحسرة ؛ لقلّة الأمن بحضرموت ، وعندما بدأ ينبسط فيها .. مات.
وحديثه معي عمّا ذكر كان أوائل سنة (١٣٣٠ ه) ببتاوي .. فربّما يزيد أو ينقص ؛ لأنّ الحفظ يخون ولكنّه لا يخرج عن ذلك المعنى.
وقال الشّيخ حسن بن ربيع : لم يكن المقتول جابريّا ، وإنّما هو ابن جوفان والصّفوانيّ من الجوادة ، أطلق الرّصاص عليهما محمّد بن سالم وأخوه عبد الله فخرّ الصّفوانيّ قتيلا ، ثمّ إنّ ابن جوفان قتل عبد الله بن سالم ، ثمّ إنّ محمّد بن سالم قتل ابن جوفان.