حضرموت .. فلا يجادلون بحقّ ، إنّما يقولون : الوهّابيّة أهل البدعة الردية.
فقلنا : وما بدعتهم؟ قالوا : يكفّرون المسلمين ، ويستحلّون أموالهم ، ولم ينظروا إلى نواقض : لا إله إلّا الله ، وقواطع الإسلام بكلمة أهون من أفعال أهل هذا الزّمان.
وأمّا «الدّلائل الواضحة» (١) .. فلسنا برادّيه إلّا بعد نقله ، حيث هو أعجوبة الزّمان ؛ أذعن لمصنّفه من لا يحبّه ، لا سيّما ترجمته لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السّلام ـ رحمه الله ـ والذّبّ عن عرضه وعرض ابن القيّم وابن عبد الوهّاب ، الّذين عمي عن نورهم الخفّاش الّذي يضرّه نور الشّمس ، والجعل (٢) الّذي يضرّه ريح المسك.
والسّلام عليك وعلى أصنائك (٣) سالم ومحسن ، والولد علويّ بن سقّاف الجفريّ ، والخطّ لك وله واحد) اه
وسيأتي لبعض ما في هذه القطعة شرح في تريس إن شاء الله تعالى.
توفّي السّيّد عبد الله بن محمّد الحبشيّ في محرّم سنة (١٣١٤ ه) ، وخلفه على المنصبة السّيّد صالح بن أبي بكر بن محمّد الحبشيّ خلفا صالحا ، وكان شهما شجاعا ، إلّا أنّها لم تطل مدّته كثيرا ، بل توفّي في حدود سنة (١٣١٨ ه) ، وله أخ اسمه عليّ ، توفّي بالصّرع على إثره في منتصف رمضان من تلك السّنة ، وأخ آخر اسمه محمّد ، توفّي سنة (١٣٢٩ ه) ، وانقرض كلّهم من الذّكور ، وبعد وفاة السّيّد صالح .. خلفه السّيّد سالم بن طه الحبشيّ ، وكان فاضلا مضيافا إلّا أنّه كان ليّن العريكة ، دمث الأخلاق ، وفي أصحابه شراسة فتهضّموه ، وبقي على المنصبة إلى أن توفّي سنة (١٣٣٤ ه).
ثمّ خلفه عليها السّيّد عبد الرّحمن بن حسن بن شيخ إلى أن توفّي سنة
__________________
(١) هو كتاب «الدلائل الواضحة في الرد على رسالة الفاتحة» ، للعلامة علوي بن سقاف الجفري ، يرد فيه على رسالة للعلامة طاهر بن حسين بن طاهر ، انظر كلام المصنف عنها في تريس لاحقا.
(٢) الجعل : حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع النّديّة.
(٣) أصناء ـ جمع صنو ـ وهو : الأخ الشّقيق والعمّ والابن.