فله اليوم منذ قضى سبع وعشرون عاما ، والجرح عاند ، والصّبر يعاند ، ولا أزال أتمثّل بقول البهاء زهير [من الوافر] :
فيا من غاب عنّي وهو روحي |
|
وكيف أطيق من روحي انفكاكا |
يعزّ عليّ حين أدير عيني |
|
أفتّش في مكانك لا أراكا |
ختمت على ودادك في ضميري |
|
وليس يزال مختوما هناكا |
فوا أسفي لجسمك كيف يبلى |
|
ويذهب بعد بهجته سناكا |
ويعجبني قول ابن الرّوميّ في رثائه ليحيى بن عمر بن حسين بن زيد بن عليّ [من الطّويل] :
مضى ومضى الفرّاط من أهل بيته |
|
يؤمّ بهم ورد المنيّة منهج |
فلا هو أنساني أساي عليهم |
|
بلى هاجه والشّجو للشّجو أهيج |
وقول المرار العدويّ [من البسيط] :
لم ينسني ذكركم مذ لم ألاقكم |
|
عيش سلوت به عنكم ولا قدم |
وقد مات لي منها أيضا غير هذين ، ومع فرط الحزن .. فلم نتدرّع إلّا بالصّبر ، ولم نستشعر إلّا الرّضا ، ونحتسبهم عند الله فرطا وذخرا ، ونرجو بهم مثل ما رآه مالك بن دينار عن بنته في الدّار الأخرى :
وهوّن بعض الوجد عنّي أنّني |
|
أجاوره في داره اليوم أو غدا |
ويعجبني قول شبيب بن شبّة للمهديّ في التّعزية عن بنت : ثواب الله خير لك منها ، ورحمة الله خير لها منك ، وأحقّ ما صبر عليه .. ما لا سبيل إلى ردّه ، وهو مثل قول الآخر [من الكامل] :
اصبر نكن بك صابرين فإنّما |
|
صبر الّرعيّة بعد صبر الرّاس |
خير من العبّاس ربّك بعده |
|
والله خير منك للعبّاس |
وخير منه ما عزّى الأشعث به ابن أبي طالب ، وأشار إليه أبو تمّام بما لا حاجة إلى