وقال : (قال ابن إسحاق : عاد بن عوين (١) بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بن نوح .. عرب كلّهم) اه (٢)
وأطال فيه صاحب «التاج» ، وذكر : (أنّ عادا وثمودا وأميما وعبيلا ووبارا هم العرب العاربة ، ومنزلهم الأحقاف وماجاورها) اه
وقال الهمداني في أوائل «الإكليل» : أمّا الّذين ذكروا أنّ قحطان من ولد إسماعيل .. فإنّهم تعلّقوا بظاهر حديث ابن أبي حدرد قال : مرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بناس من أسلم خزاعة وهم ينتضلون .. فقال : «ارموا بني إسماعيل» (٣) ، وهم من الأزد ، والأزد من قحطان.
وجوابه : أنّ العرب اختلطت بالصّهوريّة .. فالقحطانيّة أبناء إسماعيل من جهة الأمهّات ، والنزاريّة أبناء لقحطان بهنّ ؛ كما نسب عيسى عليه السّلام في القرآن إلى آباء أمّه ، ومن ذلك قول لوط : (هؤُلاءِ بَناتِي) وإنما أراد نساء القرية ، ومنه قوله عزّ وجلّ : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) فإنّه لا يخرج عنها أحد من العرب ؛ إذ قد أولد الجميع بالرّجال والنّساء.
ثمّ أطال في ذلك بأشعار تركناها ، ثم قال : ومن الحجّة الأكيدة : ما روي من جهات كثيرة : أنّه لمّا نزل قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ ...) إلى آخر الآية. قال ناس : ما سبأ؟ أرض أم امراة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «لا ذا ، ولا ذاك ، ولكنّه رجل من العرب أولد عشرة أبطن ، فتيامنت ستّة ، وتشاءمت أربعة» قالوا : فمن هم يا رسول الله؟ قال : أمّا الّذين تيامنوا .. فكندة ، ومذحج ، والأشعرون ، وحمير ، وأنمار ، والأزد. وأمّا الّذين تشاءموا .. فجذام ،
__________________
(١) في «السيرة النبوية» : (عوص).
(٢) السيرة النبوية (١ / ١١٤).
(٣) أخرجه البخاري (٢٨٩٩) ، عن سلمة بن الأكوع لا عن ابن أبي حدرد رضي الله عنهما. ينتضلون : يتسابقون في رمي السهام.